كشفت بيانات الأسبوع الماضي ان انبعاثات غازات الاحتباس الحراري المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض والتي تعتبر كثير من الدول الغنية مسؤولة عن تزايدها في 2004، وفي مقدمها الولاياتالمتحدة، قفزت الى مستويات قياسية عقب تراجع منذ تولي الرئيس الاميركي جورج بوش منصبه في 2001. وكشفت الارقام التي قدمتها 33 حكومة الى لجنة الاممالمتحدة للمناخ في بون ان انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون المسببة لارتفاع درجة الحرارة والتي يلقى عليها باللائمة في تفاقم الاحتباس الحراري ارتفعت الى 15.1 بليون طن في 2004 في حين كانت 14.5 بليون طن في 1990. وما زال يتعين على الكثير من الدول، بخاصة روسيا حيث تراجعت انبعاثات الغازات المسؤولة عن ارتفاع الحرارة بها منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، تقديم بيانات لعام 2004. ومن ثم فان التصور الكلي في شأن انبعاثات الغازات في الدول الصناعية ليس متاحاً بعد. وتشير البيانات الى ان الكثير من الدول ستجد صعوبة في تلبية الاهداف التي حددها بروتوكول كيوتو لخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري بخاصة تلك التي تنبعث من محطات الطاقة والمصانع والسيارات بنسبة 5.2 في المئة عن مستويات عام 1990 بحلول 2008 الى 2012. وتزايدت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الولاياتالمتحدة وهي خارج اطار اتفاقية كيوتو بنحو 1.7 في المئة في 2004 عنه في 2003 لتصل الى 7.07 بليون طن للتجاوز 6.98 بليون طن عام 2000. وقالت وكالة حماية البيئة الاميركية في البيانات التي قدمتها"ان اجمالي الانبعاثات في اميركا ارتفع بنسبة 15.8 من عام 1990 حتى 2004". كان بوش انسحب من اتفاقية كيوتو في 2001 قائلاً انها ستكلف الولاياتالمتحدة وظائف وانها أخطأت باستبعاد دول نامية من هدفها المحدد عام 2012. لكن الولاياتالمتحدة عضو في اتفاقية الأممالمتحدة للمناخ الأوسع نطاقاً لعام 1992 والتي تهدف الى الحد من ارتفاع حرارة الارض. وحذر كثير من العلماء من ان تكدس الانبعاثات يؤدي لارتفاع الحرارة ويمكن ان يتسبب في عواقب مناخية كارثية تتمثل في تزايد الموجات الحارة والجفاف وذوبان الجليد الذي قد يؤدي لارتفاع منسوب المياه في البحار بنحو متر في 2100.