اعتبر نفسي رجلاً سعيداً. فحتى الآن، جاءت كأس العالم على مستوى تطلعات الناس، وحققت ذلك جميع الفرق القوية التي تستحق التأهل إلى المرحلة المتقدمة، بما فيها الإكوادور التي، كما توقعت، أثارت تعجب الكثيرين. ولكن عليّ أن أقر بخيبة أمل واحدة، وهي خروج ساحل العاج من المباريات، بعد لعبها ضمن"مجموعة الخطر"مع الأرجنتينوهولندا وصربيا. فلعبت اثنتين من أفضل المباريات، وكانت تستحق الفوز على الأرجنتين عوضاً عن الخسارة 1-2 من المؤسف فعلاً أن تخسر كأس العالم ساحل العاج بهذه السرعة. وانتابني القلق أيضاً عند رؤية أستراليا تخسر أمام إيطاليا في أول تأهل لها للنهائيات في 32 سنة. فأساءت إليها ضربة الجزاء بصورة بارزة. وأقل ما يسعنا قوله، هو أن أستراليا كانت تستحق اللعب وقتاً إضافياً. وكنت أرى أن المنتخب الأسترالي يستحق الربح، ولكن المنتخب الإيطالي يتمتع بخبرة أطول، ولعب بأسلوبه الدفاعي التقليدي الذي يُعرف به. ومن السهل انتقاد إيطاليا لاعتمادها هذا الأسلوب، ولكنها فازت بفضله بكأس العالم 1982، وتوصلت إلى المرحلة النهائية. فمن الواضح أن المدرب يعتبره أداءً يحقق النتائج المطلوبة. يقول لي فرانك بيكينباور إنه لم يرَ في حياته جواً مثل الجو الرائع الذي يسود البلاد، مع جميع الأعلام المرفوعة، ويعد ذلك عنصراً مهماً بالنسبة إلى المنتخب الألماني. وإن مباراته ضد الأرجنتين تصلح لأن تكون المباراة النهائية، وفي رأيي، ستفوز ألمانيا فيها. حقق الفريق المضيف الفوز في المباريات الأربع التي خاضها، كما أنه يتمتع بميزة الاستضافة، وبشراكة مميزة بين لوكاس بودولسكي وميروسلاف كلوس. ولا يزال بودولسكي شاباً، ولكنه ترك لديّ انطباعاً جيداً السنة الماضية في كأس القارات. وبعد بداية عادية، بدأ الآن يسجل الأهداف. ويعتبر ذلك أمراً مهماً لتعزيز ثقة كل مسدد بنفسه. إنني أيضاً معجب بالأداء الجيد للاعب الألماني لام. أما النقطة التي أحذر منها، فهي أن قوة الأرجنتين الأبرز تكمن في الدفاع، وأعتبر خافيير ماشيرانو، مدافع الوسط، لاعباً رئيساً. خوان رومان ريكيلمي هو لاعب جيد على الصعيد التقني. ومن جهته، يعد ماشيرانو لاعباً هجومياً، يستطيع مقاومة الهجمات، وهو مسدد جيد أيضاً، ويعرف كيف يحرك الكرة بصورة تشكل خطراً لاستراتيجية الأرجنتين. وطبعاً، استطيع أن أتصور فوز ألمانيا على الأرجنتين، ولكنني لا استطيع تحديد الفائز في المباراة بين إيطالياوأوكرانيا. ومن المتوقع أن تنتهي بضربة جزاء. إيطاليا تعتمد على أخطاء المنافسين، عوضاً عن محاولة تطوير استراتيجية خاصة بها. وستلعب أوكرانيا لعبة ضيقة أيضاً، كما فعلت في المباراة ضد سويسرا. وفي هذا الإطار، عندما تحصل ضربة الجزاء، يمكن أن يفوز أي من اللاعبين. ومن جهة أخرى، استطيع أن أتوقع فوز انكلترا على البرتغال، خصوصاً أن المنتخب البرتغالي سيفقد اثنين من أفضل اللاعبين لديه على الأقل، أي ديكو وكوستينا. أما انكلترا، فلم تلعب بالصورة السيئة التي تحدث عنها بعض النقاد. فتحصل هنا مقارنة مع البرازيل، وتصل توقعات الناس إلى مستويات عالية جداً بسبب جو الحماسة والترقب. يجدر بكل فريق يريد جدياً الفوز بكأس العالم أن يبدأ ببطء. وينطبق ذلك على ديفيد بيكهام - كما على رونالدينيو. يتوقع المشجعون الكثير من اللاعبين. يعمل بيكهام بجهد، ويحترمه اللاعبون الآخرون بصفته القائد، وسجل هدف الفوز في المباراة ضد الإكوادور. فما من شيء يبرهنه. قد تواجه انكلترا البرازيل في نصف النهائي، ولكن طبعا،ً أولاً، علينا أن نعكس نتيجة الخسارة في المباراة النهائية سنة 1998، عبر هزيمة فرنسا في مباراة ربع النهائي، شخصياً كنت فضلت أن نلعب ضد إسبانيا، ذلك أن فرنسا، على رغم صراعها في بداية المباريات لاستعادة موقعها المعياري القديم، تملك خبرة غنية في كأس العالم، تتجلى في اللاعبين على غرار تييري هنري وديفيد تريزيغيه وباتريك فييرا وزين الدين زيدان، إضافة إلى لاعبين شباب، مثل ريبيري. في هذا السياق، شعرت بالقلق حيال تغيير كارلوس ألبيرتو باريرا لطريقة فريقه في مباراة المجموعة الثالثة ضد اليابان. وأظهر لاعبو الاحتياط أداءً جيداً مما ينشئ عنصر شك حيال اختيار الفرق، وذلك قد يفسد تحرك أحد الفرق. نهايةً، يجب تجاهل انتقادات التحكيم التي أطلقت منذ مباراة هولندا -البرتغال. لا استطيع أن أتذكر وجود أية لعبة غير شريفة خاصة بالعناصر ال 28 ضمن المجموعات. وأحياناً، لربما يسحب الحكم البطاقة الصفراء بسرعة نوعاً ما. ولكن، إذا كان المباريات النظيفة تتطلب ذلك، فالثمن لا يعتبر مرتفعاً، ذلك أنه يؤمن سلامة اللعبة. * بيليه هو ناطق أو متحدث باسم"ماستر كارد"منذ وقت طويل. و"ماستر كارد"هي راعٍ رسمي لكأس العالم 2006 في المانيا. لمزيد من المعلومات عن"ماستر كارد"وبرامجها الدعائية عن كرة القدم وكيف يمكن للجمهور للاطلاع على مجريات المباريات، زوروا موقعها الالكتروني. www.mastercard.com