بروكسيل - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أقر الحلف الأطلسي (ناتو) بأنه لم يسجل الا «تقدماً محدوداً» في افغانستان، بسبب المقاومة التي تظهرها حركة «طالبان» في مواجهة جنوده الذين «ينفذون عمليات حاسمة لكنها صعبة في الجنوب معقل المتمردين». وأعلن وزراء دفاع الدول الأعضاء في الحلف في بيان اعقب اجتماعاً استغرق يومين في بروكسيل ان «العمليات التي ننفذها في افغانستان تسجل تقدماً محدوداً على صعيد توسيع نطاق سلطة الحكومة الأفغانية، وتحسين الوضع السياسي وتهميش حركة التمرد. وينطبق ذلك ايضاً على الجهود المبذولة في ولايتي هلمند وقندهار الجنوبيتين، حيث شنت قوات الحلف عمليات تطهير. واعترف الحلف بالتالي بأن «تحديات كبيرة لا تزال قائمة، وأن النجاح ليس مضموناً، حتى اذا كانت النتائج الأخيرة مشجعة». وقال الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن: «عملياتنا في وسط هلمند وقندهار تستهدف قلب أراضي طالبان التي تعلم انها اذا فقدت دعم الشعب في الولايتين فستتكبد هزيمة نكراء. لذا تبدي مقاومة شرسة»، مضيفاً «نستطيع منذ الآن ان نرى نتائج، وسنستمر على الطريق ذاته». وأدلى راسموسن بهذه التصريحات في حضور القائد الأعلى للقوات الأجنبية في افغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال الذي اعلن امس تباطؤ العمليات التي تشنها قواته في قندهار بسبب صعوبات في السيطرة على الميدان بعد «تطهيره». وأكد ان الأهم هو السعي الدؤوب لكسب ثقة السكان الذين ينتمون مثل «طالبان» الى اتنية البشتون، «ما يتطلب لباقة سواء من الجنود الأجانب او من الشرطيين والجنود الأفغان، ولا سيما في التعامل مع الأعيان المحليين». في غضون ذلك، اضطر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الى إلغاء زيارة الى قاعدة عسكرية بريطانية متقدمة في منطقة شاه زاد بهلمند، بسبب مخاوف من تعرضه لهجوم. وأوضح مساعدوه ان مكالمات هاتفية رصدت بين مسلحين تضمنت تهديدات لسلامته، وتحدثهم عن احتمال مهاجمة مروحية، علماً ان كامرون زار مدرسة زراعية بنيت بأموال بريطانية قرب عاصمة هلمند. وجرى تغيير مسار جزء من جولة رئيس الوزراء، بأمر من قائد القاعدة العسكرية ريتشارد فيلتون، وذلك لدى تحليق المروحية في الجو الى لشكرجاه عاصمة الإقليم حيث تناول كامرون الطعام مع القوات البريطانية. وقال احد المساعدين ان كامرون لم يرغب في ان ينظر الى الحادث على انه « قضية أمنية كبيرة» في هلمند، مركز العمليات البريطانية ضد «طالبان» ومسلحين آخرين في الحرب الأفغانية المستمرة منذ تسع سنوات. وكان كامرون وصل إلى افغانستان اول من امس، في زيارة غير معلنة هي الأولى له إلى هناك منذ تسلمه منصبه في أيار (مايو) الماضي. وهو يعتبر افغانستان الأولوية لحكومته الائتلافية والقضية الأهم في سياستها الخارجية. على صعيد آخر، قتل جنديان من الحلف الأطلسي ومدنيان أفغانيان في انفجار قنبلة يدوية الصنع في سوق تقع في جوار طريق رئيسية في ولاية زابل (جنوب) افغانستان، ما رفع الى 256 عدد الجنود الأجانب الذين سقطوا في افغانستان منذ مطلع السنة، اكثر من ثلثيهم أميركيون. وفي قندهار، سقط تسعة مدنيين في انفجار لغم يدوي الصنع لدى عبورهم على طريق رئيسي في مايواند. صالح وكشف مصدر مقرب من رئيس الاستخبارات الأفغانية المستقيل أمر الله صالح، أن الرئيس حميد كارزاي فقد ثقته بالولاياتالمتحدة وقوات الأطلسي في شأن قدرتها على هزيمة «طالبان»، وبات يعوّل في شكل متزايد على باكستان لإنهاء التمرد. ونقل عن صالح قوله إن «نهج الرئيس الأفغاني بعيد على نحو خطر من استراتيجية مؤيديه الغربيين، وإنه امتلك شعور عدم الرضا منذ فترة طويلة، لكن وجهات نظره في هذا الشأن لم تتبلوّر إلا بعد انتخابات السنة الماضية، حين جرى كشف حصول أعمال تزوير في فرز الأصوات، ما جعل كارازي يحمّل الولاياتالمتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة المسؤولية». وأضاف المصدر أن «صالح شعر بقلق بالغ من الليونة التي ابداها كارزاي في تعامله مع باكستان، وتخليه عن عادته السابقة في انتقاد اسلام آباد على مساعدتها طالبان»، مشيراً إلى أن القادة العسكريين الأميركيين اشتكوا من رفض الرئيس الأفغاني التصرف كقائد عام للقوات المسلحة، وتنصله العلني من قيادة حملة مكافحة التمرد التي وضعها الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال قائد قوات حلف الأطلسي». وكان صالح استقال من منصبه كرئيس لأجهزة الاستخبارات إلى جانب وزير الداخلية حنيف عتمار بعدما حملهما كارزاي مسؤولية مهاجمة مسلحين الأسبوع الماضي اجتماع المجلس القبلي (جيرغا) خلال القاء الرئيس كارزاي كلمة الافتتاح. واتهم الرئيس الأفغاني صالح وعتمار بالتآمر مع الأميركيين والبريطانيين لتخريب خطته السلمية، علماً ان صحيفة «تايمز» البريطانية اشارت الى ان صالح نال دعماً قوياً من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إي) وجهاز الأمن الخارجي البريطاني (إم آي 6). وحضر كارزاي أمس، اجتماع منظمة «شنغهاي» للتعاون المعقود في العاصمة الاوزبكية طشقند. واجرى محادثات مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، في وقت يشير خبراء الى سعي روسيا الى تعزيز دورها في افغانستان.