لم يبقَ في"مونديال"ألمانيا سوى ثمانية منتخبات، يفضل البعض تسميتها بفرق الصفوة، وهم على حق في نعتهم هذا، فمنتخبات ألمانيا، الأرجنتين، البرتغال، أوكرانيا، إيطاليا، انكلترا، البرازيلفرنسا، تعد الأفضل على خارطة كرة القدم. مع أن هناك فئة عريضة من النقاد يستثنون أوكرانيا مثلاً من إدخالها ضمن هذا التصنيف، ويبدو أنهم محقون في استثنائهم، قياساً بخروج منتخبات أقدر من الفريق الأوكراني كإسبانيا وهولندا والمكسيك مثلاً، وهم يقولون إن أبناء المدرب بلوخين لم يقابلوا فريقا من طراز رفيع، والفريق الوحيد الذي قابلوه ويصنف ضمن هذه الفئة هو المنتخب الإسباني، وخرجوا مهزومين برباعية، ثم واجهوا بعد ذلك السعودية وتونس وهما فريقان لا يمكن تصنيفهما ضمن فرق الفئة الأولى، وقابلوا سويسرا في الدور الثاني، وفازوا بركلات الترجيح، هذا السجل المتواضع لأوكرانيا يجعلنا نذهب مع الذين يقولون إنها لا تدخل ضمن الفرق المفضلة، لكن الرد يمكن أن يأتي علينا مباشرة من باب أن كرة القدم لا تعرف إلا الفوز لا غير. الجميع موعود بمباريات من العيار الثقيل، والبداية ستكون بلقاء الأرجنتينوألمانيا، وهي بداية محمومة، ولا يمكن لأي ناقد مهما بلغ علو شأنه في التوقع أن يتنبأ بنتيجتها، ونتيجتها ستحرم عشاق الفن الرفيع في كرة القدم من مشاهدة احد المنتخبين في الدور نصف النهائي، ولا يمكن تجاوز المباراة التي ستجمع بين فريق"السحرة"البرازيل بنظيره منتخب"الديوك"الفريق الفرنسي، وما تحمله المباراة من تصفية حسابات بين المنتخبين خصوصاً لدى أبناء"السامبا". وتكتسي مباراة انكلترا والبرتغال بطابع خاص، فالفريقان لا يزالان يتذكران نتيجة لقائهما في كأس العالم 1966، خصوصاً البرتغال التي خسرت بثلاثية، وكان يلعب في صفوفها يومذاك اوزيبيو، إلى جانب إلى أن مدرب البرتغالالبرازيلي سكولاري أحد المرشحين لتولي تدريب المنتحب خلفاً لأريكسون. مباراة ايطالياوأوكرانيا يصفها النقاد بالحلقة الأضعف بين المباريات، لكن الجميع سينظر إلى مهاجم أوكرانيا اندريه شيفتشينكو وما سيفعله أمام زملائه الإيطاليين، بعد أن ودعهم إلى انكلترا للعب في صفوف تشلسي. ومضات أخيرة الفرق بين البرازيل وباقي المنتخبات يتمثل في أن البرازيليين يلعبون كرة القدم بشهية العاشق، على عكس الكثير من المنتخبات، أمام غانا لعب البرازيليون بطريقتهم الخاصة، عرفوا كيف يفوزون، وهو ما يسميه المتابعون للرياضة بثقافة الفوز، والتي تقوم على دعامتين الأولى: كيف تصل إلى مرمى الخصم بأسهل الطرق وأقصرها، والثانية: كيف تسجل، وفي الوقت ذاته كيف تبقي شباك فريقك بعيدة عن الخطر. بات دائرة السباق على لقب الهداف تضيق، لكنها بدأت تشتعل بعد دخول البرازيلي رونالدو والأرجنتيني كريسبو قائمة الهدافين، ووجود الألماني كلوزه.