لما كان اليهود الأميركيون أكثر تنوعاً من المزاعم الرائجة، تولى عدد من المثقفين والمعلقين اليهود الأميركيين التنديد بالردود الهستيرية على مقالة ميرشيهمير ووالت. فاللوبي الاسرائيلي"ايباك"يقتصر تمثيله على أقل من ثلث اليهود الأميركيين. وهذا ما قد لا يعرفه كثيرون، ولكن"ايباك"تملك القوة المالية الفعلية، وذلك من طريق"الأربعة": روبيرت اشير شيكاغو وإدوارد ليفي ديترويت وميير ميتشيل ألاباما ولاري واينبرغ لوس انجليس. والسؤال عن ضلوع هؤلاء جزئياً في اندلاع حرب العراق، طرحه ميرشيهمير ووالت للمرة الأولى. وليست الغاية من الحرب الدفاع عن"الدولة العبرية الصغيرة والمهددة"فحسب، بل الدعوة الى احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية كلها. والحق أن"جماعة الأربعة"كانت، على الدوام، وثيقة الصلة بپ"بيبي"نتانياهو واليمين الليكودي. وتصدت الصحيفة الإسرائيلية الكبيرة،"هاآرتس"، للمحظورات والممنوعات التي جبهت المقالة وأطفأت الصوت المعترض قبل ذيوعه. فدعت الى الاعتبار بالإنذار الخطير والمروّع الذي يضمره الكتاب. وقالت الصحيفة ان رأي الجامعيين لن ينفك ينتشر، ويضعف التضامن الأميركي - الاسرائيلي، وقد يؤدي الى عودة عداء السامية الى الولاياتالمتحدة. ويجدر بالأميركيين، على قول"هاآرتس"، أن يتذرعوا بالواقعة الجامعية هذه الى فرض سياسة أخرى على الإسرائيليين. والحق ان أحداً بواشنطن لا يصدق عزم إيهود أولمرت على الإسهام في بناء دولة فلسطينية فعلية. ويبدو أن كوندوليزا رايس، ومعظم جهاز وزارة الخارجية معها، انتهوا الى هذا الرأي. عن جان دانيال رئيس تحرير الدورية،"لو نوفيل أوبسرفاتور"الفرنسية، 22-28/6/2006