تصدر تصريح الرئيس الأميركي باراك اوباما لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية أمس عن أن لا أزمة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل "إنما خلافات في الرأي" عناوين الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم التي رأت في التصريح إشارة من واشنطن إلى عدم رغبتها في تأجيج الأوضاع على جبهة علاقاتها مع الدولة العبرية لكن من دون التنازل في الوقت ذاته عن طلبها بأن ترد إسرائيل على المطالب الأربعة التي طرحتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في "مكالمة التوبيخ" مع رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الجمعة الماضي وفي مقدمها إعلانه إلغاء قرار بناء الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنة "رمات شلومو" في القدسالمحتلة. وتكتم "المنتدى الوزاري السباعي" عن مضمون مداولاته التي تواصلت حتى ساعة متقدمة من ليل أمس بشأن الرد الإسرائيلي لكن وسائل الإعلام أشارت إلى أن "المنتدى" يرفض قطعاً إلغاء قرار البناء أو إعلان تجميد البناء في القدسالشرقية معتبراً مثل هذا المطلب خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. وتعتمد الحكومة الإسرائيلية في تصلبها هذا على إجماع الأحزاب الصهيونية كافة على اعتبار المستوطنات اليهودية في القدسالشرقيةالمحتلة جزءاً من إسرائيل في أية تسوية دائمة للصراع. كذلك تعوّل على دعم من نواب جمهوريين بارزين في مجلسي النواب والشيوخ ألأميركيين لهذا الموقف. ووقع رؤساء كتل "ليكود" و"إسرائيل بيتنا" و"شاس" و"يهدوت هتوراة" و"البيت اليهودي" التي تشكل مجتمعةً غالبية مطلقة في الكنيست الإسرائيلي على رسالة إلى نتانياهو يطالبونه فيها ب"عدم الرضوخ للابتزازات الفلسطينية والضغط الدولي وعدم الإقدام على أية لفتات طيبة تجاه الفلسطينيين شرطاً لاستنئاف المفاوضات". وأعلن وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان أن طلب واشنطن من إسرائيل وقف البناء اليهودي في القدس هو غير معقول. وأكدت صحيفة "إسرائيل اليوم" القريبة من نتانياهو أن الأخير يرفض فكرة الإعلان عن وقف البناء في القدس أو الإفراج عن أسرى فلسطينيين، وهما مطلبان من المطالب الأميركية الأربعة. ونقلت عن أوساط قريبة من رئيس الحكومة قولها إن المطالب الأميركية "تدفع بالفلسطينيين إلى تسلق شجرة عالية وتبعدهم عن طاولة المفاوضات". في الوقت ذاته تبذل أوساط نتانياهو جهوداً لترتيب لقاءات له مع كبار المسؤولين الأميركيين على هامش مشاركته الأسبوع المقبل في مؤتمر اللوبي اليهودي الأميركي "إيباك". وتلقت إسرائيل رسائل واضحة من البيت الأبيض تقول إن أياً من كبار المسؤولين الأميركيين لن يلتقي نتانياهو قبل أن تتلقى واشنطن أجوبته على المطالب التي طرحتها كلينتون. في المقابل، لم تستبعد صحيفة "هآرتس" أن يقوم المسؤولون الأميركيون بدعوة زعيمة المعارضة تسيبي ليفني إلى لقاء كبار المسؤولين الأميركيين نكايةً بنتانياهو. إلى ذلك تترقب إسرائيل البيان الذي ستصدره الرباعية الدولية في ختام اجتماعها اليوم في موسكو، متوقعة أن يحمل لهجة متشددة منها وسط أنباء عن أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي كي مون "غاضب جداً على إسرائيل".