قبل توليها رئاسة الحكومة الأوكرانية رسمياً، أعلنت يوليا تيموشينكو نيتها تقويم مسألة استيراد الغاز الطبيعي من روسيا، وتناولت ضرورة إرساء العلاقات مع روسيا على أسس صداقة مشتركة. وربطت هذه العلاقات بعلاقات اوكرانيا بتركمانستان. وهذه مصدر بديل محتمل عن الغاز الروسي. وعلى رغم تحفظ السيدة تيموشينكو عن اتفاقات الطاقة الحالية بين موسكو وكييف، فاجأت لهجتها المتشددة المراقبين. وهذه التصريحات حملت سيرغي كوبريانوف، ممثل شركة"غاز بروم". على دق ناقوس الخطر، والتحذير من تصريحات"تهدد أمن الطاقة الاوروبية". فهي في مثابة صب الزيت على حرب غاز جديدة بالمنطقة. وليست اوكرانيا سوى الحلقة الضعيفة في سلسة تصدير الغاز الى اوروبا. ولا شك في أن"غاز بروم"محقة في ربطها حل المشكلة جذرياً بالاستغناء عن خطوط النفط في الاراضي الاوكرانية، وبناء خطوط بديلة. وتختبئ مصالح شركة"روس اوكرانرغو"وتملك نصف هذه الشركة"غاز بروم"الاوكرانية خلف شعارات سياسية تدعو الى مراجعة الاتفاقات مع موسكو. وتحتكر شركة"روس اوكرانيرغو"امتياز ضخ الغاز المستورد الى اوكرانيا، بموجب اتفاق 4/1/2006 الروسي - الاوكراني. وتتولى"روس اوكرانيرغو"شراء الغاز من روسيا، وبيعه الى شركتين محليتين تقومان بدورهما ببيع الغاز في السوق المحلية. وهذا يعني ان"غاز بروم"تتحكم بمبيعات الغاز داخل أوكرانيا وعبرها. وهذه الحال لا ترضي تيموشينكو المعروفة بپ"أميرة الغاز". ففي منتصف التسعينات، كانت تموشينكو من اكبر المتدخلين في سوق الغاز بأوكرانيا. وتسعى هذه الأميرة اليوم الى استعادة نفوذها في أهم قطاع في الاقتصاد الاوكراني، والى هدم بنية اقتصادية تخدم غيرها. ويصعب توقع مآل الخلاف الروسي - الاوكراني. فهو مرتبط بنيات تيموشينكو ونهجها. ولا شك في أن بدء محادثات اوكرانية - تركمانية لاستيراد الغاز التركماني مباشرة، قد تكون، في حال، نجاحها هدفاً في المرمى الروسي، وتعزيزاً لموقع كييف في مفاوضات الغاز مع موسكو. عن ألكسي غريفاتش ، "فريميا نوفوستي" الروسية . 23/6/2006