استقال رئيس الوزراء في تيمور الشرقية ماري الكاتيري امس، بعد اسابيع من الضغوط التي تعرض لها من اجل تنفيذ هذه الخطوة، تمهيداً لإنهاء ازمة الانفلات الامني الذي تشهده البلاد منذ آذار مارس الماضي. وقال رئيس الحكومة الذي تواجه مع الرئيس شانانا غوسماو في الفترة الاخيرة:"انني مقتنع بضرورة الاستقالة من اجل تجنب استقالة الرئيس"، علماً ان غوسماو الذي يحظى بشعبية واسعة اعلن الخميس الماضي انه سيستقيل، في حال لم يقدم رئيس الوزراء على ذلك. وزاد الكاتيري:"أتحمل جزءاً من المسؤولية في الوضع الراهن، وأنني مصمم على عدم المساهمة في تأزيمه". ومن بين العوامل التي أثرت في فرص الكاتيري في الانتصار في صراعه على السلطة مع غوسماو استقالة وزير الخارجية والدفاع الحائز جائزة نوبل للسلام جوزيه راموس هورتا، ووزير النقل ايفديو دي جيسوس امارال، اضافة الى وكيل وزارة الصحة، في اعقاب قرار الحزب الحاكم"فريتلين"الذي ينتمي اليه الكاتيري ويملك الغالبية في البرلمان ابقاءه في منصبه. وعارض الرئيس غوسماو بقاء الكاتيري بحجة انه فقد الثقة به، بعدما تستر على تورط وزير الداخلية السابق بتسليح مدنيين لقتل بعض معارضيه. ورحب آلاف المحتجين الذين صعّدوا وتيرة التظاهرات التي نظموها في الايام الخمسة الاخيرة، بنبأ استقالة الكاتيري، وعلت الهتافات وانطلقت أبواق السيارات في العاصمة ديلي. ولاحقاً، رشّح راموس هورتا نفسه لمنصب رئيس الوزراء، وقال:"سأشغل المنصب في حال وصلت إلى قناعة تفيد بأنني الشخص الوحيد الذي يتفق عليه الجميع". لكن لا يستبعد تولي أنا بيسوا الزوجة السابقة لراموس هورتا المنصب، علماً انها عينت سابقاً نائبة لرئيس الوزراء، وهي تنتمي الى حزب"فريتلين". وفي جاكرتا، رحب رئيس الوزراء الاسترالي جون هاورد الذي يزور إندونيسيا حالياً باستقالة الكاتيري التي وصفها بأنها"الخطوة الاولى لتجاوز الصعوبات والخروج من الورطة"، علماً انه لا يستبعد مساهمة تهديد أستراليا بسحب قواتها من تيمور الشرقية في دفع الكاتيري إلى الاستقالة ايضاً. وأرسلت استراليا 1300 جندي الى تيمور الشرقية الشهر الماضي انضموا الى فرق عسكرية من ماليزيا ونيوزيلندا والبرتغال من اجل وضع حد لأعمال العنف. وكانت الاممالمتحدة دعت انصار غوسماو والكاتيري الى تجنب المواجهات من اجل الحيلولة دون وقوع اعمال عنف. وأشارت الاممالمتحدة الى ان سوكيهيرو هاسيغاوا ممثلها الخاص في ديلي افاد انه تلقى ضمانات من رئيس الوزراء بأنه اصدر تعليمات لأنصاره بالابتعاد من المتظاهرين من المعسكر الآخر، وكذلك من الرئيس غوسماو.