لكأس العالم في كرة القدم هذه السنة نكهة خاصة. ليس على مستوى العالم، ولا حتى على المستوى الأوروبي، أو العربي عموماً، أو الألماني حيث الجميع معنيون مباشرة بهذا الحدث الضخم. إنها الفرحة في قرية صغيرة بين مدينتي فرانكفورت وكايزرسلاوترن، تدعى"باد دوركهايم"، حيث وصلت في 22 من الشهر الجاري الدفعة الثانية من الأطفال الخليجيين"المشاركين"على طريقتهم في كأس العالم، ليكون لهم وجود مميز في هذا الحدث الدولي. وصل الأطفال ال15 الى القرية الألمانية الصغيرة الرائعة بطبيعتها الخضراء وكروم العنب الممتدة على مساحاتها الشاسعة، ضمن برنامج مرافقة اللاعبين الذي نظمته مطاعم"ماكدونالدز"الخليج. وكانت المجموعة الأولى وصلت قبل أيام ونزل الأطفال الى الملعب ممسكين بيد لاعبين من المنتخب الإيطالي في مباراته ضد تشيخيا في مبادرة هي الأولى من نوعها بالنسبة الى المنطقة، وبرزت بتنظيمها المميز. وكما حدث في هامبورغ، نزل الأطفال الخليجيون من السعودية وقطر والإمارات والبحرين وعُمان أمس الى الملعب، يداً بيد مع لاعبي المنتخب السعودي، ليبدأ بعدها الأخير مباراته ضد المنتخب الإسباني. الفرحة كانت كبيرة، عبّر عنها الأطفال في شكل عفوي على الملعب، كما كان واضحاً على شاشات التلفزة وبادرهم آلاف المتفرجين بمثلها. لكن فرحتهم بعدها لا توصف ولم يستطيعوا التعبير عنها بالكلمات، بانتظار أن"يصحوا"من حلمهم الكبير الأول. من ضمن النشاطات التي شارك فيها هؤلاء الأطفال في ألمانيا، نظمت لهم مطاعم"ماكدونالدز"الخليج مباراة في كرة القدم ضد فريق ألماني من سنهم. لكن بغض النظر عن أداء الفريقين، لفتت الحضور العلاقة الغريبة التي نشأت بين لاعبي الطرفين، الذين يجهلون كل شيء عن بعضهم بعضاً أو كانوا يملكون معلومات خاطئة في هذا المجال. وفجأة ألغيت المسافات واللغات والحذر المتبادل، لتصبح اللغة الوحيدة هي لغة الرياضة، لينجز هؤلاء الصغار ما عجزت عنه دول بإمكاناتها المعروفة! فقد ألغت براءة الأطفال الحواجز.