حقق 19 طفلاً عربياً حلماً جميلاً سيذكرونه طوال عمرهم، ويتمثّل بمشاركة خاصة في كأس العالم لكرة القدم «جنوب أفريقيا 2010». وإذا كان الوجود العربي الرياضي غاب عن الأدوار المتقدمة من المونديال، فهؤلاء الأطفال الذين يمثلون بلدان السعودية والكويت وقطر والإمارات والبحرين وعمان، من خلال حملهم جنسياتها أو الإقامة فيها، كان لهم شرف السير على أرض ملعب «اليس بارك» في جوهانسبورغ أمام أكثر من 55 ألف متفرّج احتشدوا لحضور مباراة إسبانيا وباراغواي في الدور ربع النهائي. وحضر الأطفال العرب وذووهم إلى جوهانسبورغ ضمن برنامج «ماكدونالدز» لمرافقة اللاعبين في كأس العالم، والمخصص للذين تتراوح أعمارهم بين 6 و10 سنوات، فيمشون جنباً إلى جنب مع النجوم. وهو برنامج حصري أطلق في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، ووفر هذا العام الفرصة ل1408 أطفال من أنحاء العالم. والاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يولي عنايته لبرامج توعية وأنشطة ذات أبعاد تربوية واجتماعية وثقافية وصحية، ويتعاون على تنظيمها مع الشركات الراعية لبطولاته، ويسلّط الأضواء عليها أكثر في المناسبات الكبرى مثل المونديال. وخضع الأطفال المختارون لتدريبات قبل ساعات من موعد المباراة. وسعدوا جداً بالمناسبة، وبعضهم يزاول دورياً كرة القدم و «يتعصّب» لمنتخبات وأندية ونجوم كبار، ويدلي بدلوه في النتائج والتوقعات وما ينتج عنها في المراحل المقبلة. وكان يترقب بلهفة لحظة دخوله أرض الملعب تحت الأضواء مسلطة عليه العيون وترصد تحركاته مباشرة كاميرات التلفزة. وهي فرصة يحلم بها كل طفل ينشد حضور كأس العالم والوقوف بجانب نجوم اللعبة والتحدّث معهم ولو للحظات. كما حصل كل طفل على ثياب خاصة وشهادة تذكارية مدون عليها اسمه، وكرة «جابولاني». وأمضى الأطفال العرب وذووهم أربعة أيام في جنوب أفريقيا حافلة بالمتعة والذكريات وسط عناية وحفاوة. كما خاض الأطفال مباريات ودية مع نظراء لهم من جنوب أفريقيا في مجمّع «ايللوفو - ميلروز»، وشاركهم اللاعب الدولي السابق جون موشووي «شوز». وأجريت ثلاث مباريات ودية على ملاعب «ميني فوتبول»، وأظهر بعضهم مهاراته وسجّل أهدافاً ووجه زملاءه. وتابعت المناسبات وسائل إعلام جنوب أفريقية، بينها محطات تلفزة عدة أجرت مقابلات مع اللاعبين وذويهم. وأشارت إلى الغاية الأسمى من هذه الرحلة التي تنظمها «ماكدونالدز»، وتهدف أساساً إلى إلهام الأطفال وتشجيعهم على تحقيق أحلامهم الخاصة مستوحين ذاك الأمل الذي أوصل نجوم كرة القدم إلى ما هم عليه الآن. فضلاً عن أن الجانب الترفيهي والتثقيفي من البرنامج يكسبهم معنويات ومعلومات وينمّي شخصيتهم. وإلى المباريات الودية، نظمت لهم رحلة مشوقة إلى محمية طبيعية بجوار جوهانسبورغ ورحلة سافاري في أرجائها، فشاهدوا عن قرب أسوداً وفهوداً ونموراً ووحيد القرن. واستمعوا إلى شرح مفصل عن بيئتها الطبيعية وسبل الاعتناء بها. وفي الطريق إلى المحمية، سأل الأطفال كثيراً عن بوق «فوفوزيلا»، وطلبوا من أهلهم شراءه، خصوصاً أن بعضهم وعد أصدقاءه بإحضاره هدية لهم، كما وعدوهم بصور للنجوم وتواقيعهم. ونوّه الأهل ببادرة ماكدونالدز، كونها فكرة جيدة تعطي حافزاً للأطفال وتنمّي شخصيتهم، وتعرّف ذويهم وتعرّف الأهل أكثر إلى الرياضة وأجوائها وروحها وغناها وتمازج الثقافات من قلب الحدث. وأطلق برنامج ماكدونالدز لمرافقة اللاعبين في بلدان الخليج العربي في مطلع شباط (فبراير) الماضي، عبر مطاعم الشبكة المنتشرة في هذه البلدان. واستقطب آلاف المشاركات وصولاً إلى إعلان اسماء الرابحين من خلال قرعة اجريت من قبل الجهات الحكومية المخولة في كل بلد. وعاش أطفال عرب تجربة مماثلة خلال مرافقتهم لاعبين في مباراتي تشيخيا وإيطاليا والسعودية وإسبانيا، في مونديال 2006. كما أتاح برنامج مماثل ترعاه ماكدونالدز فرصة عيش الأجواء الأولمبية ميدانياً في دورة بكين عام 2008.