شلّ الاضراب عن العمل امس معظم وزارات السلطة الفلسطينية ومؤسساتها احتجاجا على عدم تلقي الموظفين رواتبهم. وتراوحت تقديرات نسبة الالتزام بالاضراب الذي دعت له نقابة العاملين في الوظيفة العمومية المؤيدة لحركة"فتح"بين 70 و80 في المئة من العاملين في القطاع المدني. وهددت النقابة باضرابات متدرجة في الاسابيع المقبلة تصل الى اضراب مفتوح عن العمل في حال ظلّت حكومة"حماس"عاجزة عن توفير رواتب الموظفين. وقد درجت النقابة على الدعوة لاضراب عن العمل لساعة او ساعتين في اليوم في الشهرين الماضيين، اما يوم امس فدعت الى اضراب طيلة النهار وذلك للاحتجاج على قرار للمجلس التشريعي مطلع هذا الاسبوع تأجيل النظر في مشكلة الرواتب. وتحظى كتلة"حماس"بغالبية مطلقة في المجلس التشريعي تمكنها من تمرير القرارات التي تشاء. وعارضت الحكومة الاضراب ووصفته ب"اضراب سياسي"يهدف الى ضغط اضافي على الحكومة التي تواجه حصارا اسرائيليا وغربيا لكنها لم تهدد بمعاقبة المتغيبين عن العمل. وقال وزير المالية الدكتور عمر عبد الرازق ان الحكومة تسارع الى دفع رواتب الموظفين او جزء منها كلما تيسر لها مبلغ من المال، مشيراً الى ان العجز عن دفع الرواتب ناجم عن الحصار الاسرائيلي اولا والغربي ثانيا. وقال:"تحتجز اسرائيل بين 50 و60 مليون دولار للسلطة شهريا وهذا وحده يكفي لدفع رواتب الموظفين". وقدمت الحكومة اخيرا مبلغ 300 دولار لكل موظف من الجزء الاكبر من موظفي السلطة الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ اربعة اشهر بعد توفر مبلغ من المال ادخله وزيرا الخارجية والاعلام عبر معبر رفح الحدودي مع مصر لكن نقابة الموظفين تقول ان هذا المبلغ الذي دفع لمرة واحدة لا يكفي لسد الرمق، حسب رئيس النقابة بسام زكارنة. وحسب احصائية جديدة لوزير المالية فان عدد موظفي السلطة يبلغ 151 الفا يتقاضون شهريا حوالي 120 مليون دولار. واعلنت جامعة الدول العربية اخيراً عن جمع مساعدات من الدول العربية للحكومة بقيمة 170 مليون دولار لكنها قالت انها لا تتمكن من ادخالها الى الاراضي الفلسطينية بسبب حظر الولاياتالمتحدة على البنوك تحويل اية اموال لحكومة"حماس"المتهمة بتمويل ما تسميه ب"الارهاب". وتقول الحكومة ان الرواتب مشكلة سياسية وانها ستحل حالما تجد حلا للمشاكل السياسية مع اسرائيل والولاياتالمتحدة. وابدى بعض الموظفين تضامنهم مع الحكومة ورفضوا الاستجابة لدعوة النقابة الى الاضراب. وقال موظف في وزارة التربية والتعليم:"لا يمكن لنا ان نشكل عامل ضغط اضافيا على حكومة حماس من اجل ان تتنازل لاسرائيل والولاياتالمتحدة".