حدّدت دراسة سويدية شملت عدداً من الجامعات الأوروبية الأسباب السوسيولوجية وراء انخراط عدد من الشباب الأوروبي المسلم في حركات إسلامية متطرفة لها علاقة بتنظيمات إرهابية. وكشفت الدراسة التي اشرف عليها الدكتور في كلية الدفاع السويدية ماغنوس رانستورب أن عاملي"التفكير بالمسائل الوجودية وحب المغامرة"، هما أهم أسباب اندفاع الشباب المسلم الأوروبي إلى الانخراط في الحركات الإرهابية. وحدّدت الدراسة الأماكن التي يتم فيها تجنيد الشباب من قبل التنظيمات الإرهابية وهي المساجد التي يشرف عليها رجال دين متطرفون والسجون ومنتديات شبكات الإنترنت والجامعات. وشرح رانستورب انه من الصعب"تحديد هوية اجتماعية أكيدة للذين يتم تجنيدهم. فمنهم أصحاب شهادات عليا وعندهم وظائف ثابتة ومنهم من يعيش ضمن الحد المعيشي الأدنى."وأشار إلى أن الهدف من الدراسة التي شارك فيها عدد من الباحثين الأوروبيين، معرفة أماكن وأساليب تجنيد الشباب"للوصول إلى حلول تساهم في ردع هذه الحركات من الانتشار وذلك عبر خطوات استبقائية". وشملت الدراسة العمليات الإرهابية التي تمّت في أوروبا وأميركا منذ 11 أيلول سبتمبر 2001 حتى الآن. وقال رانستورب:"قبل هجمات 11 أيلول تمكّن خبراء التجنيد من اختراق المساجد الراديكالية في أوروبا، ولكن بعد الهجمات انتقل هؤلاء إلى المساجد الصغيرة وغير المعروفة لشريحة واسعة من الناس." وأكد أن ظاهرة التجنيد في السجون موجودة ولكن ليست على نطاق واسع وتتم في معظم الأحيان بمساعدة رجال دين يزورون السجون ويعدون السجناء المسلمين بحماية داخل السجن وبالمساعدة الاجتماعية عند الخروج منه. أما المنتديات الإلكترونية فهي تجذب الأشخاص الذين لا يحبون العمل العلني وإنما يريدون أن تكون هوياتهم سرية. وظاهرة التجنيد في الجامعات محصورة إلى حد واسع في جامعات في بريطانيا. والقاسم المشترك في كل الأماكن حيث يتم التجنيد إن هناك دائماً قائداً يتمتع بكاريزما عالية ينجذب إليه الشباب. واعترف رانستورب بأن"المشكلة الأساس التي واجهتنا خلال الدراسة الوصول إلى القادة الكاريزماتيين الذين يمثلون الحجر الأساس في عمليات التجنيد. فمنهم من كان متهماً بمخالفات بسيطة ولم تثبت عليه التهم ولكن معظمهم مجهولون". وهناك عوامل اجتماعية تساهم في دفع عدد من الشباب الأوروبي المسلم إلى المنظمات الإرهابية منها خلفية إجرامية دفعته إلى التوبة والتوجه إلى تلك المنظمات، أو أن ذلك الشخص مرّ بأزمة اجتماعية أو عائلية صعبة منها فقدان أحد أبويه أو أحد الأقرباء. ولكن هناك شريحة أخرى من الشباب التي لها خلفية اجتماعية واقتصادية جيدة ولكنها تسعى وراء المغامرة فتجد في هذه التنظيمات مكاناً لها. وينتظر أن يخرج الباحثون في الخريف المقبل بمجموعة حلول وقائية للمشاكل التي توصلوا إليها.