القاهرة - رويترز - قد يكون الماضي مقدمة لما هو آت في المستقبل بالنسبة الى المتشددين الاسلاميين في مصر. فبعدما كانت تقود المتطرفين في هذا البلد منظمتان قويتان تشنان حملات عنف لاطاحة الدولة، لم يعد باقيا اليوم سوى جيوب تعمل تحت الارض. ويقول المحللون ان هذه العناصر المتبقية قد تصبح الوجه الجديد للتشدد الاسلامي، كجزء من شبكة مفككة من المتطرفين الذين يمكن لتنظيم "القاعدة" الاستعانة بهم لشن موجة جديدة من الهجمات الارهابية على الاهداف الغربية. واعرب سيد صادق خبير العلوم الاجتماعية المصري عن اعتقاده بان "نوعا جديدا من الارهاب بدا في الظهور"، مشيرا الى ان ثمة تحولا من الجماعات المنظمة الى اقامة صلات غير واضحة بمتطرفين متفرقين. وقال ماغنوس رانستورب خبير الارهاب في جامعة سانت اندروز في اسكتلندا: "هذه هي الميزة الحقيقة التي يتمتع بها تنظيم القاعدة الان". وأضاف: "مع هذه المجموعات المصرية الخاصة لم يعد مطلوبا العمل داخل هيكل تنظيمي. يمكن تنويع المصادر في ما يتعلق بجمع الاموال واستهداف وحشد الجماهير... انا واثق من ان هناك اتصالات تجري الان للاستفادة منها في اعمال في المستقبل". ويقول المحللون ان تنظيم "القاعدة" اعتمد لفترة طويلة على تجنيد المصريين، من ايمن الظواهري ابرز مساعدي اسامة بن لادن الى محمد عطا الذي قاد احدى الطائرات المخطوفة التي نفذت هجمات 11 ايلول سبتمبر. وترد بعض المصادر القريبة الى المتشددين المصريين على ما يتردد عن ظهور جيل جديد من المتطرفين، بالقول ان المتعاطفين الان يفتقرون الى التنظيم الكافي لتشكيل اي خطر حقيقي. لكن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت في الفترة الاخيرة عن مسؤولين اميركيين ان تحالفات فضفاضة بين اعضاء الكوادر الوسطى في تنظيم "القاعدة" ومتطرفين في دول منها مصر هي التي تشكل الان "اخطر تهديد ارهابي" للولايات المتحدة. وتقول الصحيفة ان التحقيقات الاميركية كشفت ان حرب افغانستان ربما تكون عقدت جهود مكافحة الارهاب بدل ان تساعدها، وذلك بفعل تشتيتها للمنفذين المحتملين للعمليات. ويقول المحللون انه، على رغم ان العديد من المتشددين في مصر قتلوا او سجنوا واختاروا القاء السلاح، فر بعض آخر الى الخارج للتحضير للضربة المقبلة. ولاحظ رانستروب: "نجحت مصر في سحق الجماعتين الجهاد والجماعة الاسلامية، لكن التنظيمين غيرا من شكلهما. وهذه مشكلة". واضاف ان انتشار استخدام الانترنت سهل على الجيوب المعزولة للمتطرفين، خصوصا الذين ليس لديهم سجلات اجرامية سابقة، التعاون عبر مسافات شاسعة باقل المخاطر والتكاليف. ويقول المحللون ان تركيز المتشددين المصريين تحول من القتال الداخلي للوصول للسلطة الى معركة اسلامية ضد الهيمنة الغربية،متوقعين ان تكون الاهداف المقبلة في الخارج، ويساهم فيها متشددون مصريون بالتخطيط والامداد او بتجنيد وجوه ليس لها سجلات اجرامية للتنفيذ. وقال مسؤول مصري: "يجب ان نتوخى الحذر ونكون على اهبة الاستعداد بشكل دائم. فنحن نتعامل مع المجهول"، لكنه اضاف ان الدولة تمكنت من احتواء الارهاب بشكل فعال منذ العام 1997. ورفض محامي الجماعات الاصولية منتصر الزيات فكرة ظهور تهديد جديد، قائلا ان التعاطف الشعبي مع "القاعدة" لم يترجم الى خطر على المصالح الاميركية. وأضاف انه ليس هناك ما يشير الى ظهور جيل جديد يحمل الافكار المتشددة القديمة.