اليوم يختتم المنتخب السعودي مشاركته في الدور التمهيدي لكاس العالم، واليوم تتمنى الجماهير السعودية نهاية جيدة أمام إسبانيا، أحد المنتخبات المرشحة للمنافسة، واليوم يجب أن يكون الطموح أكثر واقعية وعقلانية من دون مبالغات أو تثبيط للآمال في آن. الفرصة متاحة لتقديم عرض مقنع ينسينا نتيجة أوكرانيا، ويعيد الثقة للجماهير الرياضية التي تعتز وتفاخر بمنتخبها وانجازاته، على رغم بعض الهزات التي اعترت مسيرته المليئة بالإنجازات. وفي الأيام الماضية قرأنا أنواعاً مختلفة من النقد، بعضها كان واقعياً ورد فعل طبيعياً، والآخر كان عاطفياً وقاسياً... وكلاهما بالتأكيد نابع من حب الجميع وحرصه على منتخب بلاده وسمعته. وهناك قلة، وللأسف الشديد، كانت تصفي حسابات خاصة، وتسعى لتشفي غليلها وتفرغ ما بداخلها! ولكنهم ولله الحمد قلة. أول من أمس، تحدث الأمير نواف بن فيصل ولامس لب المشكلة، واعترف وشخّص المشكلة، وطرح الحلول والخطط المبدئية والعلمية لرسم السياسات الصحيحة لمستقبل تطوير كرة القدم، وكيفية تخطي المرحلة الحالية، وتحقيق أماني كل مشجع ومواطن يبحث عن تطوير رياضته. تحدث عن إمكاناتنا الحالية، وأن المرحلة المقبلة تحتاج لمواصلة التفوق السابق بتطوير الاحتراف فكراً ومنهجاً لدى الجميع، تحدث عن تأهيل الإداريين المحترفين، وعن ضرورة الاحتراف الخارجي للاعب السعودي، وقبل هذا وذاك، إعداده من الصغر على أسس علمية احترافية، ليس من الناحية الفنية فقط، ولكن من الناحية العقلية، التي لا تقل أهمية بأي حال من الأحوال عن سابقتها. تحدث عن الخطط الضرورية لإنشاء الأكاديميات العلمية، والاستفادة من الخبرات الدولية، ومن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا في هذا المجال. تحدث عن الإعداد الرائع لكأس العالم الذي أشاد به الجميع، وعن توفير جميع الإمكانات لإنجاحه، ولكنه أوضح حقائق المرحلة التي نمر بها وعقباتها... تحدث وكان شجاعاً عاقلاً متزناً كما عهدناه، تحدث ووضح الحقائق بأسلوب المسؤول والمواطن، وقبل ذلك الخبير الذي يستطيع أن يسير بالرياضة إلى الأمام، بفكر احترافي كبير. تحدث وأبدى آراء الأمير سلطان بن فهد رجل الرياضة السعودية الأول، الذي واصل ما فعله الراحل فيصل بن فهد، وقادنا لإنجازات لا يمكن نسيانها أو تجاهلها، في لحظة انكسار، أو عقب خسارة مباراة. وغداً، يجب علينا جميعاً الوقوف بصدق، بعيداً من انتماءاتنا، من أجل تحقيق الأماني والمبتغى لمستقبل طويل، بالصبر والمناصحة والشفافية، لكي ننطلق من الواقع الحالي، وليس من الأماني والأحلام، وبمزيد من العقلانية والصبر... فهل نحن فاعلون؟. [email protected]