نجحت غانا في تحقيق لقب كأس العالم للشباب، وقدمت مستوى رائعاً ونتيجة تستحق معهما الثناء على الأداء الرفيع الذي قدمه لاعبوها. نجوم شباب على المستطيل «الأخضر» من الممكن أن تستثمرهم الأندية السعودية، وتستفيد من عطاءاتهم المميزة فنياً، ومن إعادة بيع عقودهم «مالياً»، خصوصاً في ظل التوجه الكبير نحو الخصخصة والاستثمار، وارتفاع المبالغ المقدمة من بعض الشركات الراعية لعدد من الأندية الى عشرات الملايين. التجربتان المصرية والتونسية الناجحتان والمميزتان تزيدان من فرصة ارتفاع مستوى المنافسة والنجومية في الدرجات السنية على صعيدي الناشئين والشباب، بل ربما تكونان نافذتين لاحتضان المواهب المميزة، وبديلين عن المطالبات المتكررة باعتماد سياسة «التجنيس». الشركات الراعية للأندية الكبرى التي تدفع ملايين الريالات يجب ألا يُوجه استثمارها من إدارات الأندية نحو الفريق الأول فقط، بل يجب أن يشمل ذلك القطاعات السنية، وهو الاستثمار الحقيقي للحفاظ على مستقبل النادي والكرة السعودية، ولو كان الأمر كذلك ربما بلغ استثمار هذه الأندية المواهب المميزة محلياً وعالمياً في الفئات السنية، وربما كسبنا تطور القطاعات السنية محلياً، وبزوغ نجوم من دول أخرى من مهد المنافسات السعودية في حال السماح للاحتراف الأجنبي في المراحل السنية. للمعلومية، فلاعب المنتخب الغاني للشباب والحاصل على كأس العالم الأخيرة أبوكو تم شراء عقده من ناد تونسي ب80 ألف دولار، وبيع أخيراً ب3 ملايين يورو لنادي السد القطري. البطولات المحلية لا بد أن يتم تخصيص بطولة «أولمبية»، وهو اقتراح طرحه الكثيرون سابقاً، لكنني أرى أنه أضحى مطلباً ملحاً خلال المرحلة الحالية، وفي موازاة ذلك، لا بد أن تتم زيادة درجة المنافسات السنية المحلية، لأن اللاعب الناشئ والشاب يجب أن يخوض عدداً أكبر من المباريات، حتى يتم تعزيز قدراته النفسية وإمكاناته البدنية، من أجل أن يصل إلى درجة أفضل من التكوين، تسمح له بانطلاقة أفضل نحو النجومية عندما يصل للمرحلة «الأولمبية» والفريق «الأول». [email protected]