الوسط الرياضي يعشق تسليط الأضواء على السلبيات، فلا يرى إلا الجزء الفارغ من الكأس، بينما يظل الجزء المليء بعيداً عن دائرة تسليط الضوء، لا أقول هذا الكلام منتقداً أصحاب الأضواء «الكاشفة» على ما يعتري بعض مفاصل الرياضة السعودية من وهن، فهذا هو واجب الصحافة ومسؤوليتها، ولكن هذا الأمر لا يعني تجاهل الإيجابيات ونقاط القوة، التي تتميز بها الرياضة السعودية، والتي لم تحصل على بصيص مما يجده الجزء «الفارغ». أشير هنا إلى أن العام الحالي شهد أكثر سيلاً من الانتقادات الحادة للاتحاد السعودي لكرة القدم وللأميرين سلطان بن فهد ونواف بن فيصل، وذلك بعد الخروج من السباق على بلوغ مونديال جنوب أفريقيا، وهنا سأقفز على الانتقادات التي ملأت جنبات وسائل الإعلام المختلفة، وسأحاول الإنصاف بالتركيز على الإيجابيات التي شهدتها الرياضة السعودية طوال الأعوام الأربعة الماضية، والتي نحاول استثمارها وتطويرها. التغييرات الإيجابية في الرياضة عدة، يأتي في مقدمها تشكيل هيئة دوري المحترفين كهيئة مستقلة لإدارة مسابقة الدوري بآلية احترافية ورؤية تجارية، استطاعت خلال فترة وجيزة إيجاد نقلة نوعية في الرياضة، ولا يمكن أن نغفل تغيير نظام المنافسات السعودية، وإعادة الدوري إلى نظام النقاط، فضلاً عن رفع القيمة المالية لجوائز المنافسات. هناك أيضاً منعطف ربما لم يجد حقه من الاهتمام، وهو انتخاب نصف الأعضاء في الاتحادات الرياضية، وهو خطوة مهمة تحسب لأصحاب القرار. وعلى صعيد الحكام أيضاً، كان هناك محور إيجابي بارز، وهو صرف مستحقاتهم المالية العالقة منذ سنين غابرة، وتعديل المكافآت الممنوحة لهم. وإذا نظرنا إلى السنوات الأربع الماضية، فسنلحظ أنها شهدت تطوراً استثمارياً خلاقاً، بدأ بدخول قطاعات تجارية بارزة في شراكات استراتيجية مع الأندية، إضافة إلى بيع حقوق النقل التلفزيوني الحصرية للدوري بقيمة مالية عالية. أوردت هنا النقاط، متجاوزاً مشروعين مفصليين بارزين هما الصقر الأولمبي، ولجنة تطوير الكرة السعودية، وأؤكد أنهما مشروعان مميزان فكرةً ومضموناً، وسيكون لهما أثر بارز في مسيرة الرياضة خلال الأعوام المقبلة. أقول ما ذكرته حتى لا يتحوّل الوسط الرياضي إلى وسط «محبط»، تتعزّز فيه السلبيات بكثرة الانتقاد وتكراره، في حين لا يتم وضع الإيجابيات في الحسبان، ولا يتم ذكرها وتسليط الضوء على من يستحقون ممن قدموا أعمالاً بارزة ستكون نقاط تحول جوهرية في المسيرة الرياضية. ما ذكرته وهو غيض من فيض يكفي للدلالة على أن في الرياضة السعودية جوانب مضيئة تحت قيادة الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل تستحق الشكر والتقدير، وتستحق أن نكون منصفين معهما وقبل ذلك مع أنفسنا، فالشكر واجب لكل إنجاز بارز وكل عمل مميز على غرار ما ذكرناه، ويستحق أن نسلط عليه الضوء، ووقتها لن نكون مجاملين، بل سنكون بكل تأكيد منصفين. [email protected]