أكد قياديون في حزب "المؤتمر الشعبي العام" الحاكم في اليمن ل"الحياة"ان خيارات مؤتمر الحزب الذي انعقد أمس في صنعاء وتقرر تمديده الى اليوم، محصورة في ترشيح الرئيس علي عبدالله صالح لولاية رئاسية ثانية، رغم ان الرئيس اعاد امس تأكيد عزوفه عن الترشح، وقوله للمؤتمرين إن عليهم"تداول وتدارس قضية مهمة وتاريخية هي مستقبل اليمن وليس مستقبل الرئيس". وقال عضو اللجنة العامة المكتب السياسي للحزب ياسر العواضي ان"الرئيس يرفض حتى الآن ان يترشح ويصر على انه يريد ان يرعى الانجازات التي حققها وفي مقدمها التجربة الديموقراطية والتداول السلمي للسلطة". وعلمت"الحياة"ان اجتماعاً طارئاً للجنة العامة عقد في ساعة متقدمة من ليل أمس في منزل نائب الرئيس عبدربه منصور هادي لتدارس تطورات الموقف واتخاذ خطوات عملية لجهة إقناع علي صالح بالعدول عن قراره والقبول بأي شروط قد يضعها في مقابل موافقته على ترشيح"المؤتمر"له لخوض الانتخابات الرئاسية. وأشار العواضي الى ان"مؤسسات البلد الرسمية والشعبية ليست مهيأة في الوقت الراهن لتداول للسلطة، وبالتالي يتوجب على الرئيس ان يكمل مشوار البناء والاستقرار، ذلك ان ليس من اخلاق ربان السفينة ان يتركها في الأمواج المتلاطمة وهو قادر على ايصالها الى شاطئ الأمان". وأضاف ان"دافعنا للتمسك بالرئيس لقيادة مسيرة الوطن الخوف على مستقبل البلد وعلى مستقبل أولادنا. نحن بحاجة الى جهود جبارة لتحقيق ذلك يقودها الرئيس الذي يحكم الجمهورية اليمنية منذ 16 عاماً فقط، أعني بذلك اليمن بعد الوحدة بين شطريه الجنوبي والشمالي". وكان علي صالح أصدر توجهياته أول من أمس بوقف أي مسيرات شعبية أو جماهيرية سواء كانت عفوية أو بترتيب مسبق من أي جهة كانت، تطالبه بالعدول عن قراره والقبول بالترشيح. وكان لافتاً في خطابه أمام مؤتمر الحزب اشارته الى"انني قد أبلغت الأمين العام للمؤتمر رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال بأنني أرفض ان يتحول هذا المؤتمر الى مسرحية سياسية، فنحن هنا أمام مسؤولية وطنية وتاريخية والشعب اليمني قادر على أن يتحمل هذه المسؤولية ولقد أمضيت في الحكم 28 عاماً، فإن كنت حققت شيئاً ايجابياً فهذا جيد، وإن كنت أخفقت أطلب من أبناء الشعب اليمني الكريم المسامحة". وأكد علي صالح انه يتمسك بحقه الدستوري كرئيس للجمهورية حتى نهاية فترته الحالية، وقال إن الشعب اليمني غني برجاله المخلصين، داعياً الى اختيار من يتولى مسؤولية قيادة البلد"فأنا لست مريضاً أو عاجزاً عن تحمل المسؤولية، ولكن ما أنجزته لهذا الوطن وما تحقق له من وحدة وديموقراطية وتنمية شاملة، تجعلني أمام مسؤولية رعاية هذه الانجازات عندما أسلم السلطة سلمياً الى الشعب اليمني".t وكان باجمال خاطب الرئيس في كلمته قائلاً إن"المؤتمر هو امتداد للمؤتمر العام السابع الذي حسم أمر ترشيحكم العام الماضي لرئاسة الجمهورية، وموضوع ترشحكم لم يعد رغبة شخصية أو خياراً مؤتمرياً، وإنما هو تعبير عن إرادة وطنية خالصة واجماع وطني وخيار كل الشعب وقواه الوطنية الحية". الى ذلك، أكد عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشيخ محمد بن ناجي الشايف ل"الحياة"ان مسألة ترشيح الرئيس للانتخابات"محسومة مؤتمرياً وهو قرار لا رجعة فيه"، وقال إن علي صالح هو رئيس المؤتمر وبالتالي عليه أن يحترم قرار الحزب ومصلحة البلد، وان يؤثرهما في قراراته على رغباته بما في ذلك رغبته في عدم خوض الانتخابات المقبلة. وأضاف الشايف أن ترشيح الرئيس سيحسم اليوم وبصورة غير قابلة للتراجع، إذ أن"خياراتنا بهذا الشأن محصورة تماماً في شخص علي عبدالله صالح، بعيداً عن المزايدات السياسية أو المناكفات الحزبية، لأن أي خيارات أخرى قد تؤدي الى نتائج لا تخدم مصلحة البلد ومستقبله". وفي واشنطن، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أمس أنها"تأمل في اجراء انتخابات حرة ونزيهة في اليمن"، ودعت حكومة صنعاء الى"درس المساعدات التي يمكن أن تقدمها الولاياتالمتحدة ومجموعة الدول الثماني لمراقبة العملية الانتخابية". وقال سكوت كاربنتر، نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ل"الحياة"إن الادارة الأميركية"ترحب بالحوار الديموقراطي والخطوات المتخذة نحو الانفتاح السياسي في اليمن، وتأمل في اجراء انتخابات نزيهة وشفافة هناك". وأشار الى أن واشنطن"تراقب العملية ولن تستبق النتائج". ويتوجه كاربنتر الى اليمن آخر الأسبوع للمشاركة في"مؤتمر صنعاء حول الديموقراطية والاصلاح السياسي وحرية التعبير"، الذي يقع ضمن مبادرة مجموعة الثماني لتعزيز الديموقراطية في المنطقة. وسيشارك في المؤتمر الذي ينطلق الاثنين المقبل وزراء خارجية الدول العربية وتركيا، اضافة الى 400 ممثل عن منظمات غير حكومية.