أعلن حاجي محيي الدين، الناطق باسم حاكم ولاية هلمند جنوبافغانستان أمس، ان قوات التحالف الاميركية - الافغانية المشتركة قتلت 25 على الاقل من عناصر حركة"طالبان"في عمليتين عسكريتين منفصلتين نفذتهما في منطقتي قلعة موسى وبوغران. جاء ذلك غداة اعلان القوات اعتقال 20 على الاقل من"طالبان"خلال عملية"اقتحام الجبل"التي تعتبر العملية الاكبر حجماً التي تطلق في افغانستان منذ الغزو الاميركي للبلد نهاية عام 2001 من اجل القضاء على فلول الحركة. وفي جلال آباد جنوب، اعلنت مصادر في الشرطة مقتل ستة اشخاص وتدمير عشر شاحنات بانفجار قنبلة وضعت في شاحنة صهريج تزود الكتيبة الاميركية بالوقود خلال عبورها من نقطة طورخام الحدودية مع باكستان. وأفادت وكالة"باجهوك"الافغانية للأنباء ان الجنود الاميركيين فتحوا النار على آلية مموهة للشرطة في ولاية كونار شرق، وقتلوا ثلاثة من قوات الامن بعدما اعتقدوا بأنهم"متمردون". وقال الكولونيل توم كولينز ان الشرطيين الذين ارتدوا ثياباً مدنية، لم يتقيدوا بأمر الجنود التوقف عند الحاجز، وهم اعتبروا بالتالي انهم يواجهون خطراً داهما،ً خصوصاً ان ركاب السيارة تزودوا قاذفات قنابل، ما جعلهم يفتحون النار على الآلية". وتعتبر كونار احدى الولايات الاكثر خطورة بالنسبة الى قوات التحالف في افغانستان، حيث تتوالى اعتداءات مقاتلي"طالبان"فيها، بينها عدد كبير من الهجمات الانتحارية التي تشن باستخدام سيارات مفخخة. وقتل سبعة مدنيين في الولاية في غارة شنتها قوات التحالف والقوات الافغانية على مقاتلي"طالبان"في نيسان ابريل الماضي. كما لقي ستة من رجال الشرطة في الولاية ذاتها حتفهم في معركة شاركت فيها قوات التحالف التي اعترفت بأن الحادث يمكن ان يكون نتج من خطأ في اطلاق النيران. في غضون ذلك، توقع الجيش الاميركي تزايد اعمال العنف والاشتباكات مع مقاتلي"طالبان"مع توسيع مهمة القوات الدولية للمساعدة في ارساء الامن ايساف والتابعة لحلف شمال الاطلسي ناتو في انحاء البلاد. وقالت الملازم تامارا لورانس، الناطقة باسم قيادة قوات التحالف المشترك في افغانستان إن"القوات الاميركية والجيش الافغاني تشتبك حالياً مع طالبان في معارك تهدف الى نشر سلطة كابول في كل الولايات،"ما يزيد من فرص الاشتباك مع مقاتلي العدو، وسقوط جرحى كثيرين". وزادت:"توقعنا هذا التصعيد والاضطرابات فيما تتكيف المنطقة مع التغيير". ويقول انتوني كوردسمان، المحلل الامني في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، ان سيطرة كابول ضعيفة على المناطق الجنوبية المحافظة بشدة. وقال كوردسمان ومحللون آخرون ان الاقاليم الجنوبية التي تستضيف"طالبان"تعاني تنامي نفوذ العصابات وتجار المخدرات،"لكن الحديث عن عودة طالبان مبالغ فيه، اذ لا يمكن ربط كل اعمال العنف بها". وفي باكستان، قتل ثلاثة من عناصر الامن وجرح ثلاثة آخرون بانفجار قنبلة على جانب طريق لدى مرور قافلة استقلوها في بلدة مير علي ضمن اقليم شمال وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع أفغانستان. وتحطمت مروحية عسكرية من طراز"بيل - 412"إثر اصطدامها بسد قرب بلدة مانو شمال غرب، وذلك لدى توجهها الى ميرانشاه البلدة الرئيسة في اقليم شمال وزيرستان. وأعلن الجيش الذي رجح تعرض المروحية لعطل فني مقتل جندي وإنقاذ ثلاثة آخرين. ولا يزال ثلاثة من أفراد الطاقم في عداد المفقودين.