أدخل المنتخب الفرنسي نفسه في حسابات معقدة، بعد خروجه متعادلاً مع المنتخب الكوري، وبات الجزم بتحديد الفريقين اللذين سيخطفان بطاقتي التأهل عن المجموعة السابعة ضرباً من الكهانة والتنبؤ بالغيب، وهذا ما يستحيل على إنسان فعله، خصوصاً بعد عروض المنتخب الكوري الجنوبي اللافتة للأنظار. كرة القدم لا تعرف سوى العمل والتخطيط المتواصلين، وشيء من الحظ في بعض الفترات، الكوريون يعملون، ونتائجهم داخل الملعب تدل على أن هناك جهداً مبذولاً، والمنتخب السويسري قادر على التأهل بفضل أدائه السلس، وقدرة لاعبيه على العمل طوال ال90 دقيقة، ويبقى الحديث ذا شجون عن المرشح الأول المنتخب الفرنسي، الذي خيب كل التوقعات بأدائه المهزوز. يعرف الفرنسيون، ومعهم الكثير من الرياضيين، أن منتخب"الديوك"الذي فاز بكأس العالم 1998، يصعب تكراره في الوقت الحاضر، فاللاعبون الفرنسيون ينتشرون في طول القارة الأوروبية وعرضها، ومسألة انضمامهم إلى منتخبهم الوطني أخذت تزداد صعوبة، في ظل حرص الأندية الأوروبية على عدم التفريط في نجومها، ما جعل فرصة اللاعبين في التعود على التجانس قليلة جداً، إلى جانب أن اللاعبين الفرنسيين المعروفين من أمثال زيدان وفييرا وهنري قلت لديهم الحماسة والدافع للتألق، وبالتالي لم يعودوا يهتمون كثيراً بالوصول إلى ألقاب أخرى. والمعروف عن نجوم فرنسا الذين يمثلونها في"المونديال"أنهم أقوى في شخصياتهم من مدربهم دومينيك، ومن الصعوبة في عالم كرة قدم أن تتحكم مجموعة من اللاعبين في مدربهم، على خلاف ما كان عليه المدرب"الداهية"ايمي جاكيه في"مونديال"فرنسا. الاعتماد على الوجوه الشابة، وتنحية عواجيز الفريق الحالي، وتسليم المنتخب لمدرب محنك، وليكن مدرب الأرسنال الحالي الناجح جداً آرسن فينغر، هذه بعض المفاتيح السحرية التي يمكن للفرنسيين أن يستعيدوا بها أمجادهم. مباريات الجولة الثالثة في المجموعة السابعة ستحدد مصير الفرنسيين، فهم سيلاقون منتخب توغو وهم مرشحون للتأهل، لكن إذا استمروا بهذا المستوى، فلن يستطيعوا أن يجدوا لهم موطئ قدم بين منتخبات ألمانيا والبرازيل والأرجنتين وانكلترا، فهل يتدارك زملاء زيدان الوضع؟ ومضات أخيرة - ظهور المنتخب البرازيلي بمستوى ممتاز أمام المنتخب الاسترالي، طمأن الكثير من متابعيه. - الروح المعنوية العالية التي أظهرها اليابانيون أمام الكروات، ونجحوا في فرض التعادل، تؤكد أنهم حفظوا درس الخسارة أمام استراليا.