لم تمر على الكرة الفرنسية فترة عصيبة، مليئة بالفضائح والانعكاسات السلبية التي تسبق بطولة كبيرة بحجم نهائيات كأس العالم، كالتي مر ويمر بها منتخب الديوك حالياً، وفي حين إنها تقض مضاجع الفرنسيين، إلا أنها مصدر ارتياح لشخص واحد... المدرب ريمون ديموينيك الرازح تحت ضغط وربما بغض وكره شديدين من كل فئات الشعب الفرنسي. بدءاً من يد الأسطورة تيري هنري الذي قادت لمسته إلى تسجيل هدف التعادل ضد ايرلندا في ملحق التصفيات، وبالتالي ضمان التأهل إلى النهائيات، ومروراً بمطالب واسعة النطاق برحيل دومينيك قبل النهائيات، نهاية بفضيحة زاهية، الفتاة التي أوقعت في شباكها عدداً من نجوم المنتخب على رأسهم فرانك ريبيري وكريم بنزيمة. وحتى من دون هذه الفضائح فان رحلة التصفيات كانت مريرة، وبدت كل المؤشرات سلبية خصوصاً التي كانت واضحة خلال نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2008، فحتى وقوعه ضمن المجموعة السابعة السهلة نسبياً في التصفيات الأوروبية، والتي ضمت كلاً من صربيا والنمسا ورومانيا وليتوانيا وجزر فارو، كان المنتخب الفرنسي مرشحاً فوق العادة لنيل بطاقة التأهل المباشرة، لكنه عانى من تحقيق نتائج ايجابية، ومنها كانت كارثية، على غرار الخسارة امام المتواضع النمسا 1-3 والتعادل على أرضه مع رومانيا صاحب المركز قبل الأخير 1-1، وعدم قدرته على تسجيل أكثر من هدف واحد في مرمى جزر فارو في ظل وجود مجموعة مهاجمين يعتبرون من الأفضل في العالم، ولجأ دومينيك إلى الحظ مجدداً الذي أسعفه أمام ايرلندا بمساهمة من لمسة يد قائد فريقه، حتى إن غالبية الفرنسيين اعتبروا أن منتخب بلادهم لا يستحق التأهل. تاريخياً، وفي حين كانت الكرة المحلية تعاني بشدة من الفوضى وسوء التنظيم، فان العقول في الكرة الفرنسية كانوا يضعون البصمات الأولى على الكرة القارية والعالمية، ففرنسا كانت عضواً مؤسساً في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وقدمت أول رؤسائه، جول ريميه، الذي كان له الفضل الكبير في تنظيم مسابقة كأس العالم. كما لعب ايضاً المحرر الرئيسي في الصحيفة الرياضية «لوكيب» جابرييل هونو، دوراً اساسياً في تنظيم مسابقة كأس أوروبا، ومع ذلك فان الكرة الفرنسية ظلت خالية من أي انجازات قارية أو عالمية، حتى عقد الثمانينات، عندما قاد الأسطورة، رئيس الاتحاد الأوروبي الحالي، ميشيل بلاتيني المنتخب الفرنسي إلى الفوز بكأس أمم أوروبا عام 1984، لتبدأ الكرة الفرنسي في ترك آثار ملموسة في الساحة الأوروبية، بتألق مرسيليا وموناكو في مسابقات الأندية، على رغم أن الملاعب المحلية عانت من قلة الحضور وشح الجماهير. لكن الانجاز الأكبر في تاريخ الكرة الفرنسية، جاء في 1998، عندما نجح «الديوك» بقيادة المايسترو زين الدين زيدان في الفوز بكأس العالم 1998، والتي استضافتها البلاد، وعكست نجاحة الاستثمارات وحسن التخطيط والإعداد من الحكومة الفرنسية، في إنشاء أكاديمية للاعبين والمدربين الشهيرة، التي تعرف باسم «كلير- فونتين»، واستمر النجاح في عام 2000 بفوز المنتخب بكأس أمم أوروبا للمرة الثانية في تاريخه، وايضاً بكأس القارات 2001، لتضع فرنساً قدماً راسخة مع الكبار، ليصبح منتخبها مرشحاً قوياً في كل بطولة يخوضها في ظل وجود جيل ذهبي بقيادة زيدان وهنري وتريزيغه وديشان وتورام وبلان وفييرا وبوتي. لكن لغزاً لم يجد له الخبراء حلاً إلى الآن، في ما حدث في مونديال 2002، عندما خرج المنتخب الفرنسي من الدور الأول، في بطولة كان من المفترض أن يدافع عن لقبها. و«الانكى» أن الخروج كان مخزياً عندما خسر المباراة الافتتاحية ضد السنغال 0-1، ولم ينجح في تسجيل أي هدف في المباراتين التاليتين ليخرج بنقطة واحدة وعلامة استفهام كبيرة جداً. وعلى رغم اعتبار أن إصابة زيدان وعدم جاهزيته أثرت في أداء الفريق في المونديال الكوري الياباني، فان الإخفاق يعتبر كبيراً ايضاً في «يورو 2004» في البرتغال، فعلى رغم ان المنتخب لعب بكامل نجومه إلا انه خرج من دور الثمانية، على يد المغمور حينها، والبطل اللاحق اليونان. وفي مونديال 2006، وعلى رغم أن الفريق لم يحظ بترشيح الخبراء، فانه بعد بداية مهتزة، نجح في الوصول إلى المباراة النهائية، التي خسرها بركلات الترجيح أمام ايطاليا. معلومات عن الدولة : سنة تأسيس الاتحاد: 1919 (الانضمام الى الفيفا: 1907) اللقب: «لا بلو» (الأزرق) كابتن الفريق: باتريك فييرا الأكثر تمثيلاً للمنتخب: ليليان تورام (138 مباراة). الأكثر تسجيلاً للأهداف: تييري هنري (51 هدفاً). أول مباراة في كأس العالم: أمام المكسيك (4-1) في مونديال 1930. أكبر فوز في كأس العالم: أمام باراغواي (7-3) في مونديال 1958. أكبر خسارة في كأس العالم: أمام البرازيل (2-5) في مونديال 1958. مجموعة فرنسا : جنوب أفريقيا - الارغواي - المكسيك