طالب العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني جماعة"الاخوان المسلمين"في الاردن بمغادرة"المنطقة الرمادية التي يعملون فيها منذ عقود"، في اشارة الى حالة الارباك والغضب التي احدثتها زيارة اربعة من نواب حزب"جبهة العمل الاسلامي"الى بيت عزاء ابي مصعب الزرقاوي ووصف احدهم له ب"الشهيد والمجاهد الكبير". وقال الملك عبدالله الثاني في مقابلة نشرتها صحيفة"دير شبيغل"الالمانية:"على الاخوان ان يعيدوا تحديد العلاقات معنا"، مذكرا بأن"غالبيتهم من المعتدلين الذين يريدون مستقبلاً خيراً للاردن واطفالهم ويمكن العمل كفريق واحد". لكن الملك عبدالله اكد انه"لن يكون هناك تسامح تجاه الذين يحضون على الارهاب او يدعمونه بأي شكل من الاشكال". واضاف:"بعض العناصر في مجتمعنا من الافراد المضللين، فالزرقاوي كان قاتلا بالجملة في الاردن والعراق، ولا يمكن ان اتخيل كيف يجعل بعض الناس من هذا الرجل بطلا". واظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة"الغد"اليومية امس ان 59 في المئة من الاردنيين يعتبرون الزرقاوي ارهابياً، فيما قال 55 في المئة من المستطلعين ان التعزية بالزرقاوي تمثل استفزازاً للشعب الاردني ولأهالي ضحايا تفجيرات فنادق عمان، وهي نسب قلت كثيراً عن موقف الاردنيين من الزرقاوي غداة تفجيرات الفنادق عندما اعتبر 98 في المئة منهم انه ارهابي. واعتبرت الاوساط الاردنية تصريحات العاهل الاردني رسالة موجهة الى جماعة"الاخوان المسلمين"التي ترفض تقديم اعتذار تطلبه الحكومة عن تصرف نوابها الاربعة محمد ابو فارس وابراهيم المشوخي وعلي ابو السكر وجعفر الحوراني الذين ما زالوا في سجن الجفر الصحراوي بعد ان حرك اهالي ضحايا تفجيرات الفنادق دعوى قضائية ضدهم. وفي تحد مباشر للاجراءات الحكومية، كشف رئيس كتلة نواب"جبهة العمل الاسلامي"النائب عزام الهنيدي عن تحضيرات يجريها الحزب لتسيير تظاهرة ضخمة رفض تحديد زمانها ومكانها، معرباً عن امله في الا تحول الحكومة دون السماح بها. واضاف في تصريحات على الموقع الالكتروني امس:"نستطيع ان نسيير تظاهرة لا يقل عدد المشاركين فيها عن مئة الف في أي مكان". من جهته، اكد الناطق باسم الحكومة ناصر جودة في مؤتمر صحافي امس ان لا وساطة بين الحكومة والاسلاميين، مطالباً بتقديم اعتذار لأهالي الضحايا وليس للحكومة. وانتقد تقرير منظمة"هيومن رايتس ووتش"في شأن اعتقال النواب الاسلاميين الاربعة، وقال:"حكومتنا شفافة، ونعتز بنظامنا السياسي والديموقراطي، والتقرير يبتعد عن الدقة ولا يهزنا ونرد عليه بالثقة بالنفس".