لم تهدأ الضجة التي أحدثها قيام أربعة أعضاء في البرلمان الأردني من حزب"جبهة العمل الإسلامي"بتعزية عائلة الزرقاوي ووصف احدهم الزرقاوي ب"الشهيد والمجاهد الكبير". وابدت المصادر الحكومية امتعاضها من تصرف النواب ابراهيم المشوخي ومحمد ابو فارس وعلي ابو السكر وجعفر الحوراني الذين يمثلون"جبهة العمل الاسلامي"و"الاخوان المسلمين". واستبعد وزير كان يتحدث ل"الحياة"السماح بدفن الزرقاوي في الاردن، وقال:"التعليمات صدرت لمراكز الحدود بالتدقيق في أية جثة تدخل عبر الحدود العراقية لأن التعليمات صدرت بمنع إدخال جثة الزرقاوي". وأبدت عائلات ضحايا تفجيرات الفنادق في عمان استنكارها لخطوة النواب الاربعة واعتبرت تلك العائلات في بيان أصدرته ان موقف النواب"مستهجن ويشكل إساءة بالغة واستخفافا بمشاعرنا وأرواح شهدائنا". وتدرس العائلات رفع دعوى قضائية على النواب الأربعة المستغلين لفرصة إجازة مجلس النواب. وحملت الصحف الأردنية أمس إعلانات مدفوعة الأجر من مجالس بلدية، تستنكر موقف النواب الإسلاميين الأربعة و"خروجهم عن حالة الإجماع الوطني في إدانة الإرهاب وتفجيرات الفنادق في عمان". كما أصدرت رئاسة مجلس النواب بيانا استنكرت فيه زيارة النواب الاربعة لعائلة الزرقاوي ووصف بيان مجلس النواب هذه الممارسات بأنها"خارجة عن إجماع الأسرة الأردنية الواحدة والذوق الوطني واستفزاز لمشاعر الأردنيين وسابقة خطيرة في إصدار الفتاوى التي تحل القتل وتمجد القاتل وتتعمد الإساءة الى دماء الشهداء". وطلب المجلس من حزب"جبهة العمل الإسلامي""محاسبة النواب الأربعة ووضع حد لمثل هذه الممارسات". وأصدرت الكتل النيابية بيانات منفردة شديدة اللهجة نددت فيها بموقف النواب الإسلاميين الأربعة مطالبة بمحاسبتهم ووقف الخروج عن الإجماع الوطني. وردت كتلة نواب"جبهة العمل الإسلامي"على منتقديها معتبرة ان تصرف نوابها الأربعة"حق شرعي وسنة نبوية وعرف اجتماعي". وجددت الكتلة رفضها الأعمال الإرهابية التي تستهدف امن الوطن والمواطن معتبرة"الاعتداء على حياة أي مواطن أو إراقة قطرة دم واحدة إثما كبيرا ونحرمه اشد التحريم ولو كان غير مسلم...". كما صرح النواب انهم قاموا بالزيارة"بصفتهم نوابا وليس بصفتهم الحزبية"موضحين انه"واجب اجتماعي وديني". ونقلت تصريحات عن النائب ابو السكر قال فيها:"لم نقم بالزيارة تعبيرا عن موقف سياسي، ومن واجبنا ان ندعم عائلة الزرقاوي في هذا الوقت". وعبرت الحكومة العراقية من جهتها عن"استيائها واستغرابها"للبيان الذي نقل عن حركة"حماس"ونعت فيه الزرقاوي. وكان المتحدث الرسمي باسم"حماس"سامي ابو زهري نفى صدور هذا البيان عن الحركة، لكنه اكد موقفها"الداعم لحركات التحرر وفي مقدمتها حركة تحرير العراق". واعلنت وزارة الخارجية العراقية انها استدعت القائم بالاعمال الفلسطيني في بغداد دليل القسوس وابلغته"استياء الحكومة العراقية واستغرابها"من التصريح الذي نقل عن"حماس"وطالبه لبيد عباوي وكيل وزير الخارجية"ان تقدم الحكومة الفلسطينية توضيحا لهذا التصريح". واضاف البيان العراقي"بخلاف ذلك فان الحكومة العراقية ستدرس بدقة ما يترتب على ذلك من مواقف تجاه الحكومة الفلسطينية". وفي طهران اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي ان ايران"مسرورة"لمقتل الزرقاوي. وقال ان"مقتل الزرقاوي اثار شعورا بالفرح لدى العراقيين يظهر كيف انه كان مكروها من الشعب العراقي، ونحن ايضا مسرورون لما جرى". ونفى آصفي قيام اي تعاون بين الولاياتالمتحدةوايران سمح بتنفيذ عملية مقتل الزرقاوي وقال"لم نقم بأي تعاون مع الاميركيين من خلال تزويدهم معلومات حول الزرقاوي".