اعلن العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ان تفجيرات الفنادق في عمان تشكل نقطة تحول في التعامل مع"من يؤازر او يتعاطف او يدعم الارهاب"و"لن نتهاون مع الارهابين وسنقدمهم للعدالة ولن نتهاون مع الترويج للفكر التكفيري المنحرف". واضاف في حديث لوكالة الانباء الاردنية امس"ان ما جرى من عمل اجرامي لن يدفعنا الى ان نكون دولة بوليسية". وقال ان"الحرب هي بين غالبية المسلمين الذين يؤمنون بالاسلام الصحيح وبين فئة ضالة تريد تشويه صورة الاسلام والمسلمين، رأينا نتائج ما فعله الارهابيون الآثمون في عمان واشلاء الاطفال والنساء من مواطنين وضيوف آمنين". ورأى ان"الارهاب ظاهرة مرضية وعابرة للحدود لذلك فان مكافحته هي مسؤولية العالم بأسره، فالارهاب لم ينل من الاردن وحسب بل ان ما رأيناه في عمان من اشلاء الضحايا نشاهده يوميا في العراق الشقيق وشاهدناه ايضا في مصر والسعودية والمغرب وغيرها من دول العالم". من جهة اخرى، قال الملك:"لن يفرض علينا الارهابيون اجندتهم حول طبيعة علاقاتنا مع اشقائنا ... اريد ان اطمئن اخوتنا العراقيين الذين يعيشون بيننا انكم بين اهلكم ولن نسمح للزرقاوي او اي ارهابي آخر ان يفرق بيننا وسيبقى الاردن الملاذ الآمن لكم". وقد اعلن"تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين"بزعامة الاردني المتطرف ابو مصعب الزرقاوي ان منفذي اعتداءات عمان هم اربعة عراقيين. وتابع العاهل الاردني ان"الارهاب لن يغير استراتيجيتنا وواجبنا التاريخي تجاه العراق وفلسطين، فالارهابيون لا يريدون لنا ان نتقارب ... ان اشقاءنا في العراق وفلسطين هم اكثر من غضبوا لما حصل وقد استشهد منهم في هذه العملية الآثمة وهم يقفون معنا في مواجهة الارهاب". من جهته نفى نائب رئيس الوزراء الاردني الدكتور مروان المعشر وجود جثة امرأة بين الانتحاريين الذين نفذوا الاعتداءات على ثلاثة فنادق في عمان الاربعاء الماضي، على عكس ما قاله بيان تنظيم القاعدة الذي اعلن وجود ثلاثة رجال عراقيين وامرأة عراقية"اختارت ان ترافق زوجها في دربه لنيل الشهادة". وقال المعشر في مؤتمر صحافي عقده امس"لا يوجد سوى 3 انتحارين من الرجال والتحقيقات توصلت الى ان تنظيم القاعدة وجماعة الزرقاوي بالتحديد تقف وراء التفجيرات". واكد شهود عيان ل"الحياة"ان منزل عائلة ابو مصعب الزرقاوي في احد احياء مدينة الزرقاء 25 كلم شرق عمان تعرض لاطلاق نار أمس من جانب مجهولين رغم وجود حراسات امنيه عليه منذ ايام عدة. واكدت المصادر الأمنية وشهود العيان ل"الحياة"ان الانفجارات كانت ثلاثة وان جثث الانتحاريين الثلاثة يعمل الاطباء في المركز الوطني للطب الشرعي على ترميمها وتحديد ملامحها وهي جثث رجال ليس من بينهم امرأة. لكن تلك المصادر لم تستبعد ان تكون المرأة التي تحدث عنها تنظيم القاعدة"قدمت دعماً لوجستياً لزوجها من دون ان تكون في عداد الاموات". واستطاعت الاجهزة الامنية بمساعدة عدد من شهود العيان رسم صورة تقريبية للانتحاري الذي يعتقد انه نفذ عملية تفجير فندق"حياة عمان"وقال شاهد عيان ل"الحياة":"حددت 70 في المئة من ملامح الانتحاري ورسمتها للشرطة". واعلنت الحكومة الاردنية امس اعادة فتح جميع الحدود والمعابر بجميع الاتجاهات بعد ان اغلقت المعبر الحدودي باتجاه العراق لمدة ثلاثة ايام. وأكد المعشر وجود اجراءات جديدة لضبط الوافدين"بدأنا باتخاذ اجراءات لحوسبة الدخول والخروج من الحدود وتسجيل الاسماء واماكن الاقامة وهدف الزيارات". وبدأت الكثير من الفنادق والبنوك والشركات والمحال التجارية الكبرى في عمان والعقبة تركيب اجهزة الكترونية لكشف المعادن. وقال مدير المركز الاعلامي الاردني باسل الطراونة ان تنظيم القاعدة اخترق الموقع الالكتروني للمركز وارسل رسالتين ظهرتا على شاشة الموقع امس. وقال مساعد الامين العام لوزارة الصحة لشؤون المستشفيات الدكتور سمير الكايد ان عدد المصابين الذين ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفيات هبط الى 39 حالة منها ثلاث حالت ميؤوس منها. وتواصلت في عمان المسيرات والاجتماعات المنددة بالتفجيرات وعقد مجلس النواب جلسة امس تحدث فيها 58 نائباً دانوا اعتداءات الفنادق فيما سجل النواب الاسلاميون ال 17 ادانة مباشرة للعمليات ووصف رئيس كتلة نواب جبهة العمل الاسلامي عزام الهنيدي الهجوم بانه"ارهابي واجرامي ضد الاسلام والأمة"لكنه حمل المسؤولية عن ذلك للولايات المتحدة واسرائيل لانهما تحتلان اراضي عربية وقال الهنيدي:"هؤلاء اساءوا لصورة الجهاد وشوهوا صورة الاستشهاد". ونفذ الملتقى الوطني لاحزاب المعارضة والنقابات المهنية امس اعتصاماً في مجمع النقابات للتنديد بالاعتداءات التفجيرية. وحمل رئيس مجلس النقباء حسن جبر مسؤولية الانفجارات الى الولاياتالمتحدة واسرائيل وقال في كلمة وجهها الى المعتصمين الذين زاد عددهم عن الف شخص:"لقد حولوا ابا مصعب الزرقاوي الى لعبة بين ايديهم يفعل بالمواطنين الآمنين الافاعيل من دون رادع له".