في خطوة قد تهدد التحالف التاريخي بين الحكم في الاردن وجماعة"الاخوان المسلمين"، قرر الادعاء العام في محكمة أمن الدولة الاردنية، أمس، توقيف أربعة نواب اسلاميين قدموا العزاء الى عائلة أحمد فضيل الخلايلة ابو مصعب الزرقاوي ووصفوه ب"الشهيد المجاهد"، لمدة 15 يوما، في حين نزلت عائلات ضحايا تفجيرات فنادق عمان التي تبناها الزرقاوي الى الشارع مستنكرة ومطالبة باجراءات قاسية في حقهم. وأصدر مدعي عام محكمة أمن الدولة قراراً بتوقيف النواب محمد ابو فارس وجعفر الحوراني وابراهيم المشوخي وعلي ابو السكر مدة 15 يوما على ذمة التحقيق في مركز الجفر للاصلاح والتأهيل، وهو سجن صحراوي اشتهر في الخمسينات بأنه كان معتقلا للشيوعيين. وقالت مصادر في حزب"جبهة العمل الاسلامي"الذي ينتمي اليه النواب ان الجبهة لا تنوي التقدم بطلب كفالة لاخراجهم الى حين بدء اجراءات المحاكمة. وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة قال في مؤتمر صحافي امس ان المدعي العام قرر احالة النواب الاربعة الى نيابة أمن الدولة بعدما وجه اليهم تهمة"إثارة النعرات المذهبية وتعكير صفو الوحدة الوطنية"، وهي تهمة تصل عقوبتها الى الحبس لمدة ثلاث سنوات. واضاف ان"ثمانية من عائلات شهداء تفجيرات فنادق عمان تقدموا أول من أمس بشكاوى قضائية ضد النواب الاربعة"، مشيراً الى ان توقيف هؤلاء لا ينطبق عليه مبدأ الحصانة النيابية التي تكون"أثناء انعقاد الدورة البرلمانية وفي القضايا والآراء التي يبديها النائب تحت قبة البرلمان". واحتشد امام مبنى مجلس النواب امس أكثر من ألف من افراد عائلات ضحايا تفجيرات فنادق عمان والعديد من مناصريهم الذين قدموا من جميع المحافظات، مرددين هتافات غاضبة ومستنكرة. وحمل المتظاهرون يافطات تطالب مجلس النواب بإقصاء النواب الموقوفين، ودعا بعضهم العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى حل مجلس النواب. والقى رئيس المجلس عبد الهادي المجالي كلمة في المتظاهرين مؤكدا عدم جواز"تقديم الدعم والمؤازرة لمن تلطخت أيديهم بدماء الأردنيين". وفوجئ المتظاهرون بعضو من"جبهة العمل الإسلامي"من منطقة لواء الجامعة يدعى سالم ابو سويلم يعلن ادانته لموقف نواب حزبه واستقالته من الحزب احتجاجا. واستغل رئيس مجلس شورى الجبهة حمزة منصور انعقاد الملتقى الوطني الذي اقيم في مقر الحزب أمس للتعبير عن مناهضة التطبيع مع العدو الإسرائيلي ليطالب بالإفراج عن النواب الاربعة"والتوقف عن الأساليب غير الديموقراطية ووقف حملة التعبئة والتجييش ضد رموز الحركة الوطنية". وأصدرت النقابات المهنية بيانا اعتبرت فيه ان"ارسال العشرات من رجال الأمن الى بيوت النواب يؤكد ان الموضوع أخذ بُعداً اكبر من قضية زيارة بيت العزاء او التصريحات التي تمت بعدها". وتعليقاً على التوتر القائم بين الحكومة و"الاخوان"، رأى رئيس كتلة"التجمع الديموقراطي"في مجلس النواب ممدوح العبادي ان هناك"انقساماً حقيقياً حصل في المجتمع الاردني بعد تفجيرات عمان، حيث انقلبت غالبية الاردنيين ضد تنظيم القاعدة والزرقاوي اللذين ظلا مع ذلك يتمتعان بتأييد أقلية لا بأس بها". وقلل محللون من أهمية تصرف النواب الاربعة الذين اعتبروه انتخابيا، فيما فرق آخرون بين موقف النائب محمد ابو فارس الذي"اساء الى شهداء اعتداءات عمان"والمنتمي أصلاً الى التيار المتشدد في"الاخوان"وبين موقف زملائه الثلاثة الذين اكتفوا بزيارة بيت العزاء الواقع ضمن منطقتهم الانتخابية.