تعلن غداً في ختام اجتماعات المجلس الأعلى للثقافة في مصر لائحة الفائزين بجوائز مبارك والتفوق والتقديرية في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، ويقر المجلس في الاجتماع الذي يترأسه وزير الثقافة فاروق حسني أسماء من رشحتهم لجان"فحص"الإنتاج العلمي لنيل الجوائز التشجيعية. ويكتسب اجتماع هذا العام شكلاً جديداً فوزارة الثقافة سعت جزئياً الى تحقيق بعض رغبات الجماعة الثقافية المحتجة على آليات التصويت والترشيح للجوائز، وصدر قرار من رئيس الوزارة المصري أحمد نظيف بإعادة تشكيل المجلس، وجرى ضم 12 عضواً جديداً من بينهم رجاء النقاش وأدوار الخراط وخيري شلبي وصلاح عيسى وسلامة احمد سلامة ورتيبة الحفني وفوزي فهمي وعائشة راتب والسفير عبد الرؤوف الريدي والفقيه القانوني نور فرحات وأحمد مستجير والتشكيلي محمد طه حسين. ووفقاً لهذا القرار لن تكون الغلبة أثناء التصويت على الجوائز للموظفين الحكوميين سواء كانوا من ممثلي قطاعات وزارة الثقافة او الهيئات الأخرى الممثلة في عضوية المجلس. وإذا كان قرار إعادة التشكيل لاقى ارتياحاً في الأوساط المعنية، إلا أن آليات الترشيح والجهات التي يحق لها ترشيح أعضائها لنيل الجوائز لا تزال في حاجة الى إعادة نظر، لا سيما ان بعضها"دار الأدباء"على سبيل المثل لا دور لها في الحياة الثقافية المصرية في العشرين سنة الأخيرة. ويعطي قانون المجلس الجامعات المصرية وبعض الجمعيات العلمية الأهلية، وبعض النقابات المهنية الحق في تقديم مرشحين لنيل جوائز مبارك والتفوق والتقديرية، بينما يمكن الراغب في نيل التشجيعية أو التفوق التقدم بنفسه من دون الحاجة الى ترشيحات تلك الجهات التي تقصر ترشيحاتها غالبا على أعضائها بغض النظر عن مكانتهم وقيمة إنتاجهم العلمي. والسمة الأساسية في جوائز هذا العام غياب رجال الدولة من وزراء ومسؤولين عن حمى المنافسة على الجوائز، الأمر الذي يحررها جزئياً من شبهة المجاملات التي وسمتها في السنوات الأخيرة. وتنقسم جوائز الدولة إلى أربعة أقسام : يضم القسم الأول جوائز مبارك وهي الأرفع مالياً 200 الف جنيه مصري 36 ألف دولار، وعددها ثلاث جوائز في مجالات العلوم الاجتماعية والفنون والآداب، ومن أبرز المتنافسين عليها في مجال الفنون: المخرج السينمائي يوسف شاهين والمخرج المسرحي سعد أردش والتشكيلي محمد صربي والمعماري صلاح حجاب. أما جائزة مبارك في الأدب فيتنافس عليها الشاعر احمد عبد المعطي حجازي والروائي إداور الخراط. ومن أساتذة الأدب والنقاد تضم لائحة المتنافسين عز الدين إسماعيل وحسين نصار والطاهر مكي وكمال بشر ومصطفى الشكعة والشاعر محمد التهامي وهي أسماء يصعب التنبؤ بالأقرب فيها إلى الفوز. جوائز مبارك للعلوم الاجتماعية تتنافس عليها أسماء مهمة من بينها: المؤرخ رؤوف عباس والوزيرة السابقة عائشة راتب والمفكر فؤاد زكريا والعالم النفسي مصطفى سويف وعالم الاجتماع محمد الجوهري وعالم الاقتصاد محمد دويدار. القسم الثاني يضم الجوائز التقديرية ويبلغ عددها عشر جوائز منها ثلاث في الآداب ومثلها في الفنون وأربع في العلوم الاجتماعية، وقيمة كل جائزة مئة ألف جنيه مصري 18 ألف دولار ويبدو الأقرب إليها في الآداب الكاتب الروائي الراحل محمد مستجاب وسمير سرحان الرئيس السابق لهيئة الكتاب الذي تنازل مراراً عن الترشّح حين كان مسؤولاً عن الهيئة، وهناك ايضاً كاتب الخيال العلمي نهاد شريف. ومن أساتذة الأدب يتنافس على الجائزة محمد حمدي ابراهيم ومحمد حسن عبد الله وعبد الحميد ابراهيم. والمنافسة في العلوم الاجتماعية أرحم على رغم وجود 19 اسماً أقربها الى الفوز صلاح قنصوة وعبد الحميد حواس وحسن الشافعي وامال مختار. أما القسم الثالث فيضم جوائز التفوق التي يبلغ عددها سبعاً، منها اثنتان في الآداب ومثلهما في الفنون وثلاث للعلوم الاجتماعية وقيمة كل منها خمسون الف جنيه مصري 9 الاف دولار . وهناك 32 جائزة في القسم الرابع الذي يضم جوائز الدولة التشجيعية التي لا تخضع للتصويت، اذ يكتفي المجلس بإقرار ترشيحات لجان الفحص. وفي مجال الأدب يبدو الشاعر علي منصور وهو من شعراء قصيدة النثر المتميزين، الأقرب الى الفوز. وفي حال فوزه ستكون لجنة الشعر عرفت أخيراً طريقها الى التصالح مع شعراء اللحظة الراهنة. والملاحظة الأساسية التي يمكن القارئ التوقف أمامها هي أن مجموعة كبيرة من المرشحين لجوائز مبارك والتقديرية هم في الوقت نفسه أعضاء في المجلس حجازي وسويف والخراط على سبيل المثل. ويعتقد البعض أن عضويتهم فيه تحدث خللاً في عملية التصويت وبصورة تفقدها الكثير من نزاهتها. غير أن الجهة المانحة للجوائز تؤكد أن التصويت يتم بشفافية، إذ يخرج العضو من الجلسة أثناء عملية التصويت على اسمه. ويعتبر المجلس ترشيح بعض أعضائه من هيئات علمية للجوائز دليلاً على التزامه معيارية صارمة في اختيارهم عضوية المجلس المنوط به رسم السياسات الثقافية في مصر والتنسيق لتنفيذها. لكنّ هذا الدفع لا ينفي كل ما يثار عن حملات التواصل القائمة الآن بين الأعضاء لدعم بعض المرشحين.