كشفت مصادر فلسطينية متطابقة ان الحكومة الاسرائيلية وجهت أول من امس رسالة تهديد مباشرة لحركة"حماس"مفادها انها ستستأنف اغتيال قادتها في حال استئناف جناحها العسكري،"كتائب عز الدين القسام"، اطلاق الصواريخ على اسرائيل. وقالت المصادر ان الحركة أخذت التهديدات الاسرائيلية على محمل الجد وقررت وقف اطلاق الصواريخ. وفي اشارة لافتة في هذا الاتجاه، اعلن الناطق باسم حكومة"حماس"غازي حمد امس ان الحركة مستعدة لوقف اطلاق نار شامل اذا كانت اسرائيل مستعدة لذلك. وقال للاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية:"تحدثت مع رئيس الوزراء اسماعيل هنية، وقال انه بالتأكيد يريد الهدوء في كل مكان"، كما"نرغب في التحدث الى الفصائل الفلسطينية في غزة بهدف اقناعها بوقف اطلاق الصواريخ". لكنه اضاف ان على اسرائيل"وقف جميع اشكال هجماتها ضد الفلسطينيين في غزة والضفة". وقالت مصادر في"حماس"ان الحركة لن تغامر بتعريض قادة الحكومة المكشوفين في عناوين يومية ثابتة للاغتيال، اما اذا استمرت اسرائيل في هجماتها فان الحركة لن تتردد في مغادرة مقاعد الحكومة والعودة الى المربع الاول وهو مربع المقاومة. لكن المراقبين يرون ان الحركة تواجه خيارات صعبة في هذا المجال منذ دخولها البرلمان والحكومة لان معظم قادتها باتوا مكشوفين في مكاتب الحكومة والبرلمان، ما يسهل على اسرائيل اغتيالهم بصواريخ من الجو، كما فعلت في السابق. تراجع الصواريخ من جهة اخرى، ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي أن أربعة صواريخ بدائية الصنع سقطت على بلدة سديروت قرب غزة امس، وأعلنت حركة"الجهاد الاسلامي"مسؤوليتها عنها. وقال الجيش امس ان اطلاق صواريخ من غزة تراجع بشدة بعد ايام من تهديد مسؤولين اسرائيليين لقادة"حماس"التي اعلنت بعد مجزرة الشاطئ الجمعة الماضي الغاء هدنة سارية منذ 16 شهرا مع اسرائيل، ورد جناحها العسكري باطلاق وابل من الصواريخ على اسرائيل من قطاع غزة. وافاد ناطق عسكري:"نشهد بالتأكيد تراجعا... على الرغم من ان اطلاق النار مستمر"، مضيفاً انه تم رصد ثماني هجمات صاروخية امس، في مقابل ما بين 30 و40 يوميا بعد ان انهت"حماس"وقف اطلاق النار. كما نقلت صحيفة"هآرتس"عن مصادر فلسطينية ان هنية طلب من الجناح العسكري وقف اطلاق صواريخ بعد تهديدات ضد قيادة الحركة. الا ان مسؤولين كباراً في"حماس"نفوا هذه الانباء، وذكر بعضهم ان صاروخاً واحدا اطلق اثناء الليل على اسرائيل. وقال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة"حماس"مشير المصري انه لن يكون هناك حديث عن التهدئة في ظل التصعيد الدموي من جانب الاحتلال الاسرائيلي الذي وصل الى حد القضاء على أسر بكاملها.