تنفست الأسواق الصعداء أمس، بعد موجة من التراجع الشديد سادت أسواق الأسهم والمعادن. وتراجع الدولار صباحاً نحو 0.3 في المئة أمام اليورو بعد تسجيله أعلى سعر أمامه في سبعة أسابيع إلى 1.2570 دولار لليورو، ونحو 0.4 في المئة أمام الين إلى 114.90 ين للدولار. لكنه عاد فارتفع إلى 1.2540 دولار لليورو و115.30 دولار للين، بعد صدور مؤشر أسعار المستهلكين الأميركيين الأساس لا يشمل مواد الغذاء والطاقة الذي ارتفع أكثر من المتوقع نحو 0.3 في المئة في أيار مايو الماضي، ونحو 2.4 في المئة بمعدل سنوي، ما يعزز احتمال رفع سعر الفائدة الأساس على الدولار في نهاية حزيران يونيو الجاري . أسواق الأسهم تتعافى وارتفعت الأسهم الأوروبية أمس مدعومة بصعود مؤشر التعاملات الآجلة على الأسهم الأميركية وانتعاش اسهم شركات التعدين. وارتفع مؤشر"يوروفرست"لأكبر 300 شركة أوروبية نحو 0.4 في المئة إلى 1244.1 نقطة، مستعيداً جزءاً من خسائر أول من أمس التي بلغت اثنين في المئة. وارتفع مؤشر"فاينانشال تايمز"في لندن نحو 0.4 في المئة ومؤشر"كاك 40"في باريس نحو 0.5 في المئة و"داكس"في فرانكفورت نحو 0.6 في المئة. وفي طوكيو، ارتفع مؤشر"نيكاي"الياباني القياسي نحو 0.64 في المئة أمس، بعد تراجعه نحو 4.14 في المئة أول من أمس في أسوأ تراجع له في يوم واحد منذ عامين، بفضل ارتفاع أسهم معظم الشركات. واعتبر المحللون ان السوق اليابانية وصلت إلى"القعر"، وبدأت تستعيد اهتمام المستثمرين بها. وارتفع مؤشر"نيكاي"عند الإغلاق نحو 90.96 نقطة، إلى 14309.56 نقطة، في حين تبعه مؤشر"توبكس"الأوسع نطاقاً، مرتفعاً 0.54 في المئة، إلى 1466.14 نقطة. خسائر الأسواق وقدّرت وكالة"رويترز"خسائر الأسواق في حزيران يونيو الجاري، جراء تراجع أسعار الأسهم عالمياً، بنحو تريليوني دولار، لافتة إلى ان"المستثمرين تهافتوا على التخلص من الأسهم والسلع وأصول الدول النامية، بسبب الخوف من تراجع النمو الاقتصادي العالمي على ضوء ارتفاع التضخم المالي وأسعار الفائدة، لصالح شراء السندات وأسواق العملات". وأشار كريستوفر لو، كبير الخبراء الاقتصاديين في شركة"إف تي إن"المالية إلى أنها"قصص متشابهة عالمياً، تبدأ من الولاياتالمتحدة حيث يخاف المستثمرون من ان إصرار المصرف المركزي الأميركي على احتواء التضخم المالي قد ينعكس سلباً على النشاط الاقتصادي". ومنذ بداية أيار الماضي، خسر مؤشر"إم إس سي آي"للأسهم العالمية نحو 1.9 تريليون دولار من رسملته السوقية، أي نحو 12 في المئة من قيمته، ما يضاهي الناتج المحلي الإجمالي لبريطانيا. كما يعزف المستثمرون أخيراً عن الأسواق النامية، إذ سحبوا استثمارات بنحو 8.5 بليون دولار من هذه الأسواق في الأسابيع الثلاثة الماضية، بحسب شركة"إيمرجنغ بورتفوليو فاند"للأبحاث، ما جعل مؤشر"إم إس سي آي"للأسواق النامية يخسر نحو 24 في المئة من قيمته منذ 10 أيار الماضي. أسعار المعادن تتأرجح انخفض سعر الذهب الفوري صباحاً في آسيا وأوروبا، لكنه عاد فارتفع قليلاً متأثراً بتراجع سعر صرف الدولار وأسعار النفط الخام. وفتح الذهب على 543 دولاراً للأونصة، ثم ارتفع إلى 567.2 -567.90 دولار، من سعر إقفال بلغ 562.00 - 562.70 دولار في أواخر تعاملات نيويورك أول من أمس. وانخفض سعر الفضة في بداية التعاملات إلى 9.38 دولار للأونصة، وعاد فارتفع قليلاً إلى 9.89 - 9.99 دولار، من 9.56 - 9.66 دولار في إقفال نيويورك. أما البلاتين، فاقترب من مستوى يقل عن 1000 دولار للأونصة، فتراجع إلى 1090 دولاراً للأونصة، لكنه عاد وارتفع إلى 1125 - 1132 دولاراً، متخطياً مستوى إقفاله في نيو يورك أول من أمس حين بلغ 1116-1120 دولاراً.