كذبت ترينيداد وتوباغو تقديرات كل الذين اعتقدوا أنها حققت طموحاتها بمجرد الوصول إلى ألمانيا، وشكل تعادلها السلبي مع السويد أكبر مفاجأة في المرحلة الأولى من المسابقة حتى الآن،... وقال المدافع إدواردس:"أثبتنا أن ترينيداد وتوباغو ليست مزحة"، وأكد المهاجم دوايت يورك، لاعب مانشتستر يونايتد السابق أنه ينتظر بشوق"لقاء صديقه وزميله دافيد بيكهام"قبل أن يضيف:"أقعدنا العالم أمام أجهزة التلفزيون، وجعلناه يسأل عنا". وصحيح أن الكثيرين كانوا يجهلون حتى موقع هاتين الجزيرتين الجغرافي. في بلد توحد وراء"محاربي الكرة"كما يلقبون المنتخب، وحيث توفي رجلان بنوبة قلبية متأثرين بحماسة"المعركة الأولى"، يؤدي المدرب الهولندي ليو بينهاكير دور مركز المعنويات. في مقابلته الأولى بعد"الملحمة ضد السويد"كما نقلت صحيفة نيوزداي، صرح بينهاكير:"هذا هو جمال اللعبة. كرة القدم غير الرياضيات، وفيها اثنان زائد اثنان تساوي نادراً أربعة، عادة ثلاثة أو خمسة". الباراغواي وعلى رغم خسارتها امام إنكلترا في فاتحة مباريات المجموعة الثانية، ما زالت الباراغواي تؤمن بحظوظها للانتقال إلى دور ال16. أولاً، لأن تأهلها ما زال متوقفاً على نتائجها. وثانياً، لأن التعادل المفاجئ بين السويد وترينيداد وتوباغو أتى في الوقت المناسب ليجدد آمال"الأزرق والأحمر"كما يسمى منتخب الباراغواي. عشية المباراة الحاسمة مع السويد، ركّزت الصحافة الباراغوانية على ضرورة اعتماد خطة هجومية. ... ففي مقابلة لصحيفة"آ.بي.سي. كولور"، طالب القائد غامارا، الذي سجل برأسه في مرماه إثر الضربة الحرة التي سددها بيكهام، بپ"خطة أكثر هجومية، من خلال إدخال مدافع ثالث مثل جوليو منصور، لتحرير وسط الملعب للإبداع ولمساعدة الهجوم". وفيما اقترحت صحيفة"لا ناسيون"،"الاعتماد على ثنائي بايرن ميونيخ، من خلال إدخال صانع الألعاب جوليو دوس سانتوس لتغذية المهاجم سانتا كروز"، يبدو أن المدرب أنيبال رويز الملقب بپ"مانيو"يفضل الحيطة في مجموعة"قد يتأهل الثاني بنقطتين فقط، إذا فازت إنكلترا بجميع مبارياتها". كوستاريكا كانت كوستاريكا تخشى ضغط اليوم الأول أمام الآلة الألمانية، ركّزت صحافة كوستاريكا عشية مباراة الافتتاح على الحال المعنوية، و"النصائح الست"التي وجهتها جريدة"آلدييا"والپ"سيلي"وهو اختصار لكلمة المنتخب، كانت تقريباً كلها تدور حول العناصر المعنوية، من مقاومة نزعة الاستسلام أو الانهيار والحفاظ على الثقة بالنفس ومواجهة الآخر من الندّ للندّ إلخ... وربما لتخفيف ما كانت تخشى وقوعه من دون أن تستطيع استبعاده بالكامل، استنجدت الجريدة بپ"الشرف الأميركي اللاتيني"، رابطة بين مصير كوستاريكا والإكوادور التي كانت تواجه في اليوم نفسه بولندا. على رغم فوز ألمانيا المريح بأربعة أهداف في مقابل هدفين، لن ينصاع منتخب"التيكو"أمام الهيمنة المعنوية الألمانية. إكوادور من جهتها، صنفت الصحافة العالمية الإكوادور بأنها كانت مفاجأة اليوم الأول. الملاحظة بمحلها مع أن من يتابع الكرة الأميركية اللاتينية يعرف أن نوادي الإكوادور صارت تضايق النوادي البرازيلية والأرجنتينية، وأن منتخبه الملقب بالپ"تري"نسبة لألوانه الثلاثة، صار يقارع مع الباراغواي في أميركا الجنوبية على المركز الثالث وراء البرازيل والأرجنتين. مباراة فريق الإكوادور كذّبت الانطباع الشائع أنه لا يفوز على أخصامه إلا بسبب علو العاصمة كيتو."أثبتنا أن لدينا هوية كروية"قالها كافييديس الذي دخل في الشوط الثاني، وأعطى التمريرة الحاسمة، ليسجل المخضرم ديلغادو الهدف الثاني الذي كان وقعه على البولونيين بمثابة الضربة القاضية. وللإنصاف، يجب ألا ننسى أن العارضة بمناسبتين وقفت إلى جانب الحارس مورا. حُددت للمنتخب الذي يشارك للمرة الثانية على التوالي مهمة شفافة، هي"إنجاز هذه المرة أكثر من قبل أربع سنوات". وهذا كان مغزى هتافات الجماهير التي اجتاحت شوارع المدن الرئيسية إن في الجبال أم على الساحل وهي تردد"بلى هذا ممكن". لتحقيق هذه الغاية، تعتمد الإكوادور على التفاهم بين الثنائي الهجومي الملقب بالتي-إن-تي TNT، والتسمية مقتبسة من دمج اسمي أوغوستين ديلغادو وكارلوس تينوريو، الذي لعب مع النصر السعودي عامي 2002 و2003، ويلعب حالياً مع السد القطري منذ عام 2004. ما يجمع بين المنتخبين اللاتينيين اللذين سيتنافسان في المباراة المقبلة، هو النسبة الكبيرة للزنوج في صفوفهما، وهم سكان السواحل، مع أن هؤلاء لا يمثلون إلا نسبة ضئيلة من مجتمعيهما، 2 في المئة في كوستاريكا و10 في المئة في الإكوادور. أما المباراة المقبلة، التي قد تكون حاسمة للفريقين معاً، فلن تترك أية فسحة للتضامن اللاتيني، إذ إن كوستاريكا تصارع لعدم الخروج من المسابقة، فيما الإكوادور ستسعى لئلا تضيّع الفرصة التي ستلوح أمامها للتأهل إلى الدور الثاني.