اعلنت "بورصة دبي للطاقة" امس عن تفاصيل العقد الآجل لخام عُمان النفطي الذي سيدشن خلال الربع الاخير من العام الحالي بالتزامن مع انطلاق البورصة التي تعتبر مشروعاً مشتركاً بين امارة دبي وبورصة نيويورك للطاقة والتجارة"نايمكس". وقال رئيس البورصة التنفيذي غاري كينغ ل"الحياة"في مكالمة من كوالالمبور، حيث يشارك في مؤتمر نفطي، ان حجم العقد سيبلغ 1000 برميل، وان الحد الادنى لتسوية العقد في عمليات التسليم الفعلية سيبلغ 200 الف برميل، مشيراً الى ان الاسعار ستسوى في نهاية التعاملات بتوقيت سنغافورة. واوضح ان اختيار سنغافورة جاء على خلفية ان آسيا تعتبر السوق الاكبر للنفط الخام الشرق اوسطي، علماً ان العقد الجديد سيسلم في ميناء"الفحل"في عمان، وهي المنطقة المعروفة بمخزونها النفطي الذي ترتفع فيه نسبة الكبريت وتسهيلات التحميل الموجودة فيها. يشار الى ان العقد الجديد أنجز في اطار مذكرة تفاهم وقعتها"بورصة دبي للطاقة" في شباط فبراير الماضي مع وزارة النفط في سلطنة عمان، تتضمن تطوير عقد للمعاملات الآجلة للنفط الخام الذي ترتفع فيه نسبة الكبريت، يتم تداوله في بورصة دبي للطاقة التي ستتخذ من مركز دبي المالي العالمي مقراً لها. وتتحدد أسعار المعاملات الحاضرة وسوق الأدوات المشتقة في الوقت الحالي من خلال خامين تنتجهما دبي وسلطنة عمان. ويسيطر على هذه السوق عدد محدود من التجار والشركات الكبرى وقلة من مصافي التكرير. وكشف كينغ ان الخطوة التالية التي ستقوم بها بورصة دبي للطاقة هي اطلاق عقد آجل لوقود الطائرات، مستفيدة من حركة الملاحة الجوية النشيطة في المنطقة، خصوصاً امارة دبي التي تستقبل عشرات الطائرات يومياً من جميع انحاء العالم. وقال كينغ ان ممثلي شركات النفط العالمية الذين يشاركون في مؤتمر الطاقة في ماليزيا ايدوا العقد الجديد وابدوا رغبتهم في دعم"بورصة دبي للطاقة"التي تمكنت من ضمان تأييد كل من امارة ابو ظبي وسلطنة عمان لها. ولم ينكر كينغ في مقابلة مع "الحياة"قبل مغادرته دبي للمشاركة في المؤتمر في ماليزيا، حساسية المشروع في منطقة تعتبر النفط سلعة"استراتيجية"ومن ثم التردد في الاتجار في"النفط الورقي"أو"العقود الآجلة". وقال في حديث لپ"الحياة":"نعي جيداً حساسية المشروع وحساسية كل ما يتعلق بالنفط الخام والهيدروكربون في المنطقة، لذلك نحن نتحرك بتأن ولا نود استعجال الموضوع"، في اشارة على ما يبدو الى تأجيل انطلاق البورصة من مطلع العام الجاري الى نهايته. واكد ان اهم خطوة انجزتها ادارة البورصة هي انها"وضعت يدها بيد وزارة النفط العمانية لتطوير عقد للمعاملات الآجلة"، وپ"حصلت على دعم الشركات العاملة في مجال التكرير في كل من امارة ابو ظبي وعُمان". اما الخطوة الأخرى التي يرى كينغ انها تدعم البورصة الجديدة، هي اطلاق اكاديمية متخصصة في تعليم مواطني دول الخليج اساليب الاتجار في العقود الآجلة للنفط الخام، على اعتبار ان من اهم التحديات الاخرى التي تواجه اطلاق بورصة للطاقة في المنطقة هي نشر"ثقافة"الاتجار بالنفط الورقي والعقود المستقبلية. يشار الى ان بورصة دبي للطاقة اعلنت قبل ايام عن اطلاق"اكاديمية"متخصصة في تعليم سبل الاتجار بالعقود الآجلة للنفط، ستفتح ابوابها في 21 الشهر الجاري، وسيكون التعليم فيها"مجاناً"لجميع مواطني دول الخليج ولكل من يرغب في تعلم اساليب الاتجار بعقود النفط الآجلة.