مع اقتراب موعد رفع رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري القاضي البلجيكي سيرج براميرتز تقريره الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ومن خلاله الى مجلس الأمن الدولي في التاسع من الشهر الجاري، توقعت مصادر مقربة من المحامين وكلاء الدفاع عن الضباط الأربعة الموقوفين إمكان استماع فريق التحقيق الى الموقوفين: مدير المخابرات السابق العميد ريمون عازار وقائد لواء الحرس الجمهوري السابق العميد مصطفى حمدان بعدما كان استمع الى المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء علي الحاج. وكشفت المصادر ذاتها لپ"الحياة"ان فريق التحقيق الدولي أحاط وكيل الدفاع عن العميدين عازار وحمدان ناجي البستاني علماً بأن لدى اللجنة توجهاً الى الاستماع إليهما من دون أن يحدد موعداً للمقابلة. وإذ لم تعرف المصادر أسباب هذا التوجه قالت أوساط لبنانية مواكبة لسير التحقيق إنه قد يكون لقرار الاستماع إليهما علاقة مباشرة بما يجرى حالياً في مسرح الجريمة تحت إشراف براميرتز. ورأت هذه الأوساط ان لقرار براميرتز إعادة فتح الحفرة التي أحدثها الانفجار الذي أودى بحياة الرئيس الحريري وآخرين علاقة مباشرة بالتقرير الذي يستعد لرفعه الى أنان والذي سيركز فيه على الآلية التي اتبعها الجناة لتفجير موكب رئيس الحكومة السابق. ولفتت المصادر الى أن الهدف قد يكون طرح مجموعة من الأسئلة على عازار وحمدان تتعلق بمسرح الجريمة خصوصاً لجهة التثبت من المعلومات التي أوردها الرئيس السابق للجنة التحقيق القاضي الألماني ديتليف ميليس. في ضوء تأكيد الأخير حصول عبث وتدخلات في مسرح الجريمة بقصد التضليل. وأوضحت المصادر ان براميرتز يحاول من خلال الكشف الميداني الدقيق الجاري في مسرح الجريمة على مدى أكثر من شهر ونصف التثبت مما إذا كان الانفجار حصل فوق الأرض أو تحتها أو في المكانين معاً. خصوصاً أنه سيدرج هذه المسألة بالذات في صلب تقريره وهذا ما يفسر تركيزه أخيراً على الشق التقني والفني من التفجير.