استبق رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت اجتماعه المرتقب مع الرئيس محمود عباس ابو مازن، والذي لم يحدد موعده بعد، بخفض سقف التوقعات من نتائجه"لأن توقعات كبيرة قد تجر الى خيبة أمل كبيرة"، كما قال لوزراء حكومته. وأضافت اوساط قريبة منه ان اسرائيل لا تتوقع من هذا اللقاء"اي انطلاقة جدية"وانها ستحاول استبيان ان كان عباس قادراً على إقناع حكومة"حماس"بقبول الشروط الإسرائيلية - الدولية الاعتراف بإسرائيل، نبذ الارهاب، والاعتراف بالاتفاقات الموقعة معها. وبحسب مصادر في ديوان اولمرت، فإن اللقاء المرتقب مع عباس، رغم انه يشكل نقطة انطلاق مهمة نحو فتح حوار إسرائيلي - فلسطيني، إلا انه لن يكون استئنافاً رسمياً للمفاوضات بين الجانبين، و"عليه لا ينبغي رفع سقف التوقعات. وكما قال رئيس الحكومة فإن عقد اللقاء يأتي في اطار سعي إسرائيل الى اظهار انها تبذل كل جهد لاستنفاد سبل التفاوض على تسوية سلمية قبل ان تنحو باتجاه خطوات احادية مثل خطة الانطواء". ووفقا للمصادر ذاتها، فإن اسرائيل تتابع التطورات داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، لكنها ترى في"وثيقة الاسرى"شأناً فلسطينياً داخلياً ولا تريد التدخل، كما انه ليست لديها توقعات كبيرة من السلطة الفلسطينية. واضافت ان اسرائيل لا ترفض التحاور مع الرئيس الفلسطيني، لكن السؤال الاهم يبقى عن مدى نفوذه على حكومة"حماس"و"هذه مسألة تخصه وحده". ويلتقي اولمرت الاحد المقبل الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ، على ان يلتقي قريباً العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني، قبل ان يتوجه في 10 الجاري الى لندن وباريس. وقالت اوساط اولمرت انه معني في ان يبحث مع الرئيس المصري فرص اطلاق حوار مع الفلسطينيين كما وعد الرئيس جورج بوش، كما سيحض مضيفه على العمل على التأثير باتجاه ان يكون الموقف الفلسطيني اكثر اعتدالاً وان تمارس القاهرة نفوذها لتهدئة الاوضاع داخل اراضي السلطة الفلسطينية. وزادت ان اولمرت يأمل في ان يتواءم الموقف المصري من حكومة"حماس"والموقف الاسرائيلي. الى ذلك، افادت صحيفة"معاريف"امس ان اولمرت يدرس امكان تنفيذ خطته لترسيم الحدود من جانب واحد خطة الانطواء على ثلاث مراحل وليس دفعة واحدة، على ان تشمل المرحلة الاولى انسحاب اسرائيل من المستوطنات غرب الضفة الغربية، ثم من"ظهر الجبل"، ثم من غور الاردن حيث سيبقى الجيش الإسرائيلي بعد الانسحاب. واضافت انه في حال تبني هذه الفكرة، فإن إسرائيل ستتنازل عن مطلبها باعتراف دولي بالحدود التي ستنسحب اليها. وزادت ان تقسيم الانسحاب الى ثلاث دفعات قد يسهّل التنسيق مع عباس. على صلة، نقلت الصحيفة عن جهات اميركية ذات علاقة بالبيت الابيض قولها انه على رغم الزيارة الناجحة التي قام بها اولمرت لواشنطن الاسبوع الماضي إلا ان الاخيرة لن تعترف بالحدود التي تعتزم اسرائيل الانسحاب اليها حدودا دولية دائمة، وان ثمة بونا شاسعاً بين دعم اميركي مبدئي ل"خطة الانطواء"التي تعني اخلاء مستوطنات كثيرة وبين منح مصادقة اميركية للحدود التي ستنسحب اسرائيل اليها. ونصحت هذه الجهات صناع القرار في اسرائيل بالعمل على اقناع واشنطن باصدار بيان، بعد تنفيذ الخطة الاسرائيلية، يقول ان اسرائيل انسحبت الى"الخط الاخضر"مع تغيرات طفيفة، وان هذا يكاد يتطابق مع ما جاء في رسالة الضمانات الاميركية التي منحها الرئيس بوش لرئيس الحكومة الاسرائيلية السابق ارييل شارون في نيسان ابريل عام 2004 تضمنت اعترافه بالكتل الاستيطانية الكبرى جزءاً من اسرائيل. وقبل ان تشرع اسرائيل في تطبيق الخطة، يبدو ان المستوطنين المرشحين لاجلائهم من اعماق الضفة الغربية باتوا يذوقون حقيقة ان الانسحاب سيتم، اذ قال 44 في المئة منهم انهم مستعدون لاخلاء منازلهم في حال قررت الحكومة ذلك، مقارنة بنسبة ادنى 25 في المئة سجلت صيف العام الماضي. ووردت هذه الارقام في استطلاع لرأي المستوطنين في الضفة بيّن ان 64 في المئة من المستوطنين العلمانيين مستعدون للاخلاء طوعا ولقاء تعويض مالي ملائم، في مقابل 47 في المئة لدى المتدينين المتزمتين الحرديم و23 في المئة لدى المتدينين المحسوبين على اقصى اليمين الاسرائيلي. وقالت معدة الاستطلاع ان نحو ربع مليون مستوطن يعيش اليوم في الضفة من دون ان يشمل ذلك محيط القدس. وجاء في الاستطلاع ايضا ان عددا كبيرا من المستوطنين تأثر بزعزعة الامان وتراجع دعم الاسرائيليين لهم في السنوات الاخيرة، وان ارتفاعا سجل في السنوات الخمس الاخيرة في نسبة البيوت المعروضة للبيع في مستوطنات الضفة، وان معدل مغادرة المستوطنات ارتفع بعشرة في المئة في العامين الاخيرين.