استقبل الرئيس حسني مبارك في القاهرة أمس مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بينيتا فيريرو فالدنر التي صرحت عقب اللقاء بأن الاتحاد الأوروبي لم يوقف مساعداته للشعب الفلسطيني، ولم يعلق منها سوى تلك المتجهة إلى حكومة"حماس"التي"لم تلتزم ثلاثة مبادئ مهمة"هي"نبذ العنف، والاعتراف بوجود إسرائيل، والتزام الاتفاقات الموقعة معها مثل أوسلو". وقالت:"نرغب في مساعدة الشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى أنها تتولى من خلال منصبها مسؤولية تقديم العون الأوروبي، وانه تم فعلا تسليم نصف المبلغ المقرر تقديمه للشعب الفلسطيني،"فلا أحد يستطيع القول إننا أوقفنا المساعدات للشعب الفلسطيني". وعن موقف اللجنة الرباعية الدولية التي تجتمع غدا في نيويورك من قضية المساعدات للشعب الفلسطيني، قالت:"إننا بصدد تشكيل آلية دولية لمساعدة الشعب الفلسطيني، وهذا ما سيتم بحثه في اجتماعات الرباعية في نيويورك، فلا يزال يتعين الاتفاق على سبل تحقيق هذا الهدف". وزادت أن المسؤولية في هذا الموقف تقع على عاتق الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ففي الوقت الذي يتعين على حكومة حماس أن تلتزم المبادئ الثلاثة، فإن على الحكومة الإسرائيلية تحويل مبالغ الضرائب والجمارك لأنها أموال فلسطينية، وبوسع الطرفين أن يستخدما لاحقا الآلية الدولية المزمع تشكيلها لتقديم العون للشعب الفلسطيني. وعن مدى التزام الجانب الأوروبي"خريطة الطريق"وهل ما زالت قائمة، قالت:"ملتزمون خريطة الطريق، وهذه رسالتنا إلى الرباعية في اجتماعها المقبل، ويتعين على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي أن ينخرطا مجددا في مفاوضات طبقاً لخريطة الطريق"، مشيرة إلى أن الرئيس محمود عباس"على استعداد للمضي قُدمًا في هذا الموضوع وهناك حكومة إسرائيلية جديدة برئاسة إيهود أولمرت نأمل في أن تكون مستعدة لعمل ذلك". ويحضر اجتماع الرباعية وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس والممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والامين العام للامم المتحدة كوفي انان والمفوضة الاوروبية ووزيرة الخارجية النمسوية اورسولا بلاسنيك التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، فضلا عن وزراء خارجية كل من الاردن عبد الاله الخطيب والسعودية الامير سعود الفيصل ومصر احمد ابو الغيط. ودعا انان الى هذا الاجتماع من اجل التوصل الى موقف موحد نوعا ما لانقاذ"خريطة الطريق"، ولاعطاء دفع جديد للرباعية التي تبدو مشلولة بعد ستة اسابيع على تولي"حماس"الحكم. والانقسام لم يكن يوما بهذا الحجم بين واشنطن وبروكسيل وموسكو في شأن الموقف الواجب اتباعه حيال"حماس"، في وقت يضع فيه التأخر في دفع اجور الموظفين الفلسطينيين الاراضي الفلسطينية على شفير انفجار. فالشهر الماضي، رأت روسيا ان قرار واشنطن وبروكسيل تعليق المساعدات الى الفلسطينيين بعد تشكيل حكومة حماس قرار"خاطئ"، في وقت تعتبر الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي حماس"منظمة ارهابية". ولم ترحب واشنطن كثيرا بالاقتراحات الاوروبية الاخيرة بتشكيل صندوق دولي لتأمين دفع جزء من اجور الموظفين الفلسطينيين، كما تستبعد امكان استئناف مفاوضات السلام فورا كما طالب الرئيس محمود عباس الخميس.