بيجي أو"مدينة النفط"200 كلم شمال بغداد فيها أهم المنشآت في العراق مثل مصفاة نفط الشمال و"الشركة العامة للأسمدة الكيماوية"و"الطاقة الحرارية"، و"معهد النفط"، و"الشركة العامة للمنظفات". هذه المنشآت جذبت الى بيجي العمال والموظفين من مختلف شرائح المجتمع، خصوصاً الحاصلين على شهادات علمية في مجالات النفط والكهرباء والكيمياء والزراعة. غير ان هذه المدينة اضحت مصدر قلق دائم للقوات الأميركية بسبب عمليات المقاومة التي تستهدف هذه القوات بشكل دائم، حتى أصبحت أكثر مدن محافظة صلاح الدين عنفاً، فهجرها العمال والموظفون، بعدما شاعت عمليات الخطف والاغتيال. وتقول مصادر أمنية ان"مجموعة مسلحة ترتدي زي الحرس الوطني العراقي اقتحمت مصنعاً للمنظفات في محيط مصفاة بيجي وخطفت مهندسين ألمانيين واقتادتهما إلى جهة مجهولة". وجاءت هذه العملية إثر الاتهامات التي وجهت الى الاستخبارات الألمانية بتسهيل مهمة القوات الاميركية خلال غزو العراق. وفضلاً عن ذلك، اغتيل مهندسون عراقيون يعملون في المصفاة والمنشآت المجاورة لها معظمهم من الطائفة الشيعية، مما تسبب في هجرة عدد كبير منهم ما اثر في انتاجية وفعالية المنشآت. المجلس السياسي الاستشاري في المحافظة ناقش ظاهرة هجرة الكوادر الفنية للمنشآت الصناعية، وحذر من تفاقم هذه الظاهرة لما لها من تأثير سلبي وأخذ على عاتقه مهمة اعداد الدراسات اللازمة للموضوع. ويشير أحد تقارير الجيش الأميركي التي نشرت في صحيفة"واشنطن بوست"الى أن"الجنود المحبطين هناك اضطروا إلى بناء جدران رملية مستخدمين البلدوزرات وحفر الخنادق ووضع الحواجز لتقييد الدخول إلى المدينة، كما أغلقوا ناحية الصينية غرب المدينة بإحاطتها بساتر ترابي طوله ستة أميال وارتفاعه ثمانية أقدام". ويقول قادة محليون ان قوافل الجيش الاميركي التي تمر في بيجي، وهي في طريقها من بغداد إلى الموصل تسببت في قتل الكثير من الأهالي. ويؤكد احد شيوخ العشائر رفض ذكر اسمه:"قتل العديد من أفراد عشيرتي ولست أدري ماذا أقول". ويوضح التقرير:"أن المقاومة تستخدم بيجي قاعدة لتنظيم الهجمات على بغداد والموصل، بينما يقومون باستخدام الأموال من تجارة النفط في التمويل، بعد كسر الأنابيب وتعبئة المنتوجات النفطية في الصهاريج لبيعها في السوق السوداء".