قتل 8 أشخاص على الاقل وجرح 107 آخرون برصاص أطلقه رجال الشرطة والجيش الأفغاني والقوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن إيساف والتابعة لحلف شمال الاطلسي ناتو، في مواجهة تظاهرات شارك فيها مئات الأفغان في العاصمة كابول هاتفين:"الموت للأميركيين". ونظمت التظاهرات في أعقاب وقوع حادث مروري نتج عن دهس دبابة أميركية مجموعة سيارات أقلت مدنيين في كابول، ما أسفر عن مقتل أحدهم وجرح ستة آخرين. وهي اعتبرت الأكبر حجماً في كابول منذ إطاحة نظام حكم حركة"طالبان"نهاية عام 2001. ودهست الدبابة الأميركية السيارات لدى عبورها منطقة خيرخانة شمال الذي تقطنه غالبية طاجيكية من انصار وزير الدفاع السابق الجنرال محمد قاسم فهيم. وأفاد شهود عيان بأن العناصر الاميركية التي رافقت الدبابة أجهزت على أربعة ركاب في السيارات التي دمرتها بدلاً من إسعاف المصابين فيها، ما أثار غضب المواطنين الذين تواجدوا في الشارع في ساعات الذروة الصباحية والازدحام. وتلا ذلك تجمع مئات السكان للاحتجاج على تصرفات القوات الأميركية، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات بين متظاهرين يعتقد بأنهم تزودوا أسلحة والشرطة والجيش الأفغاني وقوات"ايساف"، في وقت عاد كل الجنود الاميركيين إلى قواعدهم. وشملت الاشتباكات محيط فندق"سيرينا"قرب موقع وزارة التجارة وتلفزيون"أريانا"الحكومي الذي اندلعت حرائق في مبناه إضافة إلى أخرى شملت سيارات ومتاجر ومركز للشرطة في منطقة السراي الشمالي، وصولاً إلى السفارة الأميركية التي أغلقت أبوابها وأجلت موظفيها إلى مكان لم يحدد. وتوجه متظاهرون آخرون إلى القصر الرئاسي منددين بالرئيس حميد كارزاي والقوات الاميركية التي وصفوها بأنها"مجرمة وقاتلة"، ودعوها إلى مغادرة البلاد فوراً. وأسفرت المواجهات عن مقتل متظاهرين على الاقل قرب القصر الرئاسي وآخر قرب فندق"سيرينا". وتجمع متظاهرون أمام السفارة البريطانية، وحاولوا دخول حي وزير أكبر خان الذي يضم سفارات ومنظمات دولية. إلا أن عشرات من عناصر الجيش والشرطة الأفغانية تصدوا لهم. وفيما برر الجيش الأميركي الحادث بتعرض الدبابة لعطل ميكانيكي، وعزا إطلاق النار إلى رشق متظاهرين قواته بالحجارة، استدعى الرئيس كارزاي قائد القوات الاميركية إلى قصر الرئاسة من أجل معرفة تفاصيل الحادث. ودعا كارزاي المتظاهرين إلى الهدوء وطالب ب"عدم السماح لمروجي الفتنة بالدخول وسطهم"، متعهداً العمل على تشكيل لجنة تحقيق وهو ما أيده الجيش الأميركي. وأمرت الحكومة بإغلاق المدارس والمعاهد والمؤسسات الرسمية، خشية زيادة حدة التظاهرات ومنع تنفيذ عمليات تخريب ضدها. وعقد البرلمان الأفغاني اجتماعاً عاجلاً لبحث الوضع، حيث حمل نواب كثيرون الاميركيين مسؤولية الحادث. وناشد رئيس البرلمان يونس قانوني الشعب الحفاظ على الهدوء والأمن. وقال ناصر عطائي، عضو مجلس الشيوخ، إن تصرف الشعب نتج من تراكم الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الأميركية ضده وازدراءهم له. ولم يستبعد انضمام عناصر طاجيكية أو سواها الى فصائل المقاومة الأفغانية التي تشكل حركة"طالبان"عمودها الفقري حالياً في مرحلة تالية. على صعيد آخر، أعلنت قوات التحالف الدولي والحكومة الأفغانية مقتل خمسين من عناصر"طالبان"بينهم قادة عسكريون، في غارات شنتها طائرات مقاتلة أميركية على مسجد في مديرية كجكي ضمن ولاية هلمند جنوب، أسفرت أيضاً عن تدمير مبانٍ محيطة بالمسجد. وأعلن التحالف الجمعة توجيه ضربة جوية ناجحة إلى معسكر تدريبي ناءٍ ل"طالبان"في قرية قلعة ساك في الولاية ذاتها، ما أسفر بحسب قوله عن مصرع خمسة من قادة"طالبان"، في حين نفى سقوط مدنيين في الغارة. وسبق ذلك دفاع الجيش الأميركي عن قصف قرية في الجنوب أيضاًَ، أسفر عن مقتل 16 مدنياً على الأقل مشيراً إلى حق الدفاع عن النفس لدى التعرض لنيران معادية.پكما أدى قصف جوي للتحالف الثلثاءپإلى مصرع 24 من مقاتلي"طالبان"وخمسة جنود أفغان.