أينما تذهب في مدينة بودن هايم الالمانية تجد الاتراك... فجميع المناطق المحيطة بمدينة فرانكفورت، التي تعتبر المدينة الرئيسة بين المدن المجاورة لها، تلحظ وجود الكثير من الأتراك في كل ركن، وهم يعملون في كل المجالات، خصوصاً المطاعم والمصانع، الى جانب سيارات الاجرة، ويبدو ان لسهولة الهجرة الى المانيا دوراً كبيراً في وجود اعداد هائلة من الاتراك، الذين يبحثون عن لقمة العيش والتوسعة في رزقهم في دولة كبرى كألمانيا. عندما اعلن عن مباراة المنتخب السعودي الودية التي ستجمعه مع نظيره التركي غداً على ملعب بودفن 20 كلم عن مقر المنتخب السعودي في باد ناوهايم نفدت جميع التذاكر المؤدية للملعب، كما يؤكد أحد المسؤولين الالمان عن الملعب ذاته، والذي بدوره اشار الى ان الاتراك توافدوا بشكل مكثف خلال الايام الاخيرة للحصول على تذاكر حضور المباراة، ووصل عدد التذاكر المباعة الى اكثر من 20 ألف تذكرة، 85 في المائة للأتراك الذين يرغبون في مشاهدة منتخب بلادهم امام"الأخضر"في المباراة المرتقبة، ضمن التحضيرات لخوض نهائيات كأس العالم، التي ستنطلق في التاسع من حزيران يونيو المقبل. الكثير من الجماهير العربية، الذين يرغبون في حضور المباراة طلبوا من المسؤولين عن المنتخب السعودي توفير تذاكر للدخول الى الملعب ولو بأسعار مضاعفة، ولكن ادارة المنتخب أكدت انها ستوفر لهم تذاكر وبالمجان ليتمكنوا من حضور المباراة، وبالفعل بدأت ادارة المنتخب في توفير التذاكر وتنتظر تسليمها لمن يرغب في الحضور للمباراة، وإن كان احد الجماهير، الذي طلب التذاكر، تونسياً يعمل في مجال السياحة في ألمانيا، ولم تمانع ادارة المنتخب في منحه التذاكر، واستغرب البعض ذلك كون"الأخضر"يقبع في مجموعته منتخب تونس. الجميع يترقب انطلاق المباراة، التي ستكون الودية القوية الأخيرة للمنتخب السعودي قبل ان يلاقي تونس في"المونديال"، وذلك في 14 من الشهر المقبل، ومن ثم يلعب مع اوكرانيا فإسبانيا. ومن الغريب أن المنتخب السعودي لم يلاق نظيره التركي منذ اكثر من 25 عاماً، ولذا استعد المنتخبان جيداً لخوض هذه المباراة الجماهيرية، والتي يصفها النقاد بأنها ستكون مباراة قوية. الجماهير التركية في شوارع باد ناوهايم يؤكدون ان منتخبهم لا يقهر ولا يستطيع ان يهزمه المنتخب السعودي حتى ولو كان ذلك ودياً من خلال لقائهم بأفراد"الأخضر"في الشوارع والفندق في باد ناوهايم وكذلك أثناء حديثهم لرجال الاعلام والصحافة السعوديين، الذين دائماً ما يشيرون الى ان ردهم لن يكون من خلال النقاش ولكن على ارض الملعب. ولا يزال الأتراك يعلقون الآمال على منتخب بلادهم، ولا سيما بعد أن حصل على المركز الثالث في مونديال اليابان وكوريا الجنوبية 2002، كأهم انجاز للمنتخب التركي طيلة مسيرته... ويبقى ذلك الانجاز محل اعتزاز كبير للأتراك وهم يحلمون بأن يحقق منتخبهم كأس العالم أو كأس أمم اوروبا، ويرون أن منتخبهم لا تنقصه الخبرة أو الكفاءة ليحقق أحلامهم العريضة. وعُرِفَ عن الشعب التركي"هوسه"بلعبة كرة القدم، كما وعُرِفَ عن جماهيره أيضاً الشغب في الملعب وخارجه، لذا دائماً ما يسعى القائمون على الملاعب للحد من هذه المشكلات بتكثيف أجهزة الأمن.