يشهد ملعب «باي أرينا» مساء الجمعة المقبل مواجهة المنتخب السعودي التحضيرية الأخيرة أمام مضيفه الألماني، قبيل خوض الأول المباراة الافتتاحية لمونديال روسيا 2018 أمام المنتخب الروسي المضيف، ويقع ملعب «باي أرينا» في مدينة ليفركوزن الألمانية، ويتسع ل 30210 متفرجا، ويعتبر الملعب الرسمي الذي يخوض فيه نادي باير ليفركوزن الألماني مبارياته؛ إذ تم افتتاح الملعب في الثاني من أغسطس 1958، ثم تم تجديده مرتين عام 1997 وعام 2009. وتكمن أهمية المواجهة للمنتخب السعودي كون ألمانيا هي المنتخب الفائز بكأس العالم في نسخته الأخيرة 2014 في البرازيل، مع استمرار وجوده في المركز الأول في تصنيف «فيفا» لأقوى المنتخبات خلال الشهور الماضية، خاصة بعد فوزه ببطولة كأس العالم للقارات صيف العام الماضي في روسيا. وعلى الرغم من أن المباراة التي ستجمع المنتخبين السعودي والألماني تعد ضمن المواجهات الإعدادية للمنتخبين، استعدادا للمونديال المرتقب، إلا أن أهميتها للمنتخب السعودي تأتي على وقع كثير من الذكريات المؤلمة، بعد النتيجة التاريخية التي تلقاها «الأخضر» من نظيره الألماني في مونديال 2002 في كوريا واليابان، عندما اهتزت شباك المنتخب السعودي حينها بثمانية أهداف دون مقابل، كأقسى خسارة يتعرض لها «الأخضر» في تاريخه، ومن أكبر النتائج المسجلة في المونديال منذ انطلاقته، وما زالت أصداؤها ترن حتى الآن في أذهان السعوديين، على الرغم من وصول المنتخب السعودي بعدها لمونديال ألمانيا 2006، إلا أن تداعيات تلك الهزيمة الكبيرة ظلت تلقي بضغوطها الثقيلة على كاهل «الأخضر» بصورة متواصلة حد السخرية، فتوارى بعدها عن مونديال 2010 في جنوب أفريقيا، ومونديال 2014 في البرازيل، وعجز عن تحقيق اللقب القاري حتى الآن، بعد حصاده بثلاثة ألقاب 84م، 88م ، 96م. وعندما تتجدد ذكرى ثمانية ألمانيا يوم الجمعة المقبل في اللقاء الودي المقبل، والتي لم تفارق ذاكرة السعوديين منذ 16 عاماً مضت، خصوصا وأن المنتخبان السعودي والألماني لم يلتقيا بعدها، فسيكون لزاماً على نجوم المنتخب السعودي الحالي والذين لم يعاصر منهم أي لاعب تلك المباراة، مضاعفة الجهد وإثبات استحقاقهم لخوض المونديال الروسي المقبل، وتحسين الصورة الذهنية عن «الأخضر» أمام العالم، بعد أن بدأ منذ موسمين فقط في التعافي والذي توجه بالوصول الرابع للمونديال في تاريخه، وستكون مواجهة «الماكينات الألمانية» في عقر دارها هي المباراة التحضيرية الأخيرة للمنتخب السعودي في طريقه إلى روسيا، وبعد خسارتين متتاليتين في المواجهات الإعدادية الحالية أمام أيطاليا 1-2 وأمام البيرو صفر - 3، ما يزيد الضغوط أكثر على المنتخب السعودي، لتحقيق نتيجة مطمئنة لجهازه الفني وجماهيره، قبل قَص شريط المونديال أمام روسيا في لقاء الافتتاح الذي من المتوقع أن يحظى بنسب عالية من المشاهدة والمتابعة على مستوى العالم أجمع. مواجهة المنتخب السعودي أمام نظيره الألماني على الرغم من خطورة توقيتها في آخر المباريات التحضيرية قبل معترك كأس العالم، تظل في كل الأحوال «خطوة ذكية» من اتحاد الكرة السعودي وبدعم من هيئة الرياضة، ضمن سلسلة المواجهات القوية الودية التي خاضها «الأخضر» تحضيراً للمونديال، ومهما كانت نتيجتها إلا أنها ستضع لاعبي المنتخب السعودي أمام مواجهة للتاريخ، سيستشعرون من خلالها حتماً المسؤولية في مقارعة أقوى منتخبات العالم، وأبرز المرشحين للاحتفاظ بلقب كأس العالم، والساعي إلى تحقيقه للمرة الخامسة في تاريخه، وبما عرف عن المنتخب الألماني من تمرس وقوة بدنية، وانضباط كبير في مختلف الجوانب الفنية داخل الملعب، الذي يسعى كما المنتخب السعودي إلى أن يكون في جاهزية تامة لخوض المونديال، حتى وهو يخسر آخر مبارياته الودية أمام النمسا 1-2. يذكر أن المنتخب السعودي تأهل للمرة الرابعة في تاريخه إلى مونديال روسيا 2018، بعد أن جاء وصيفاً في المجموعة الثانية في الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم، بعد وصوله إلى النقطة ال19، بفارق هدف واحد عن أستراليا التي جاءت في المركز الثالث بعدد النقاط نفسه، وبفارق نقطة واحدة من منتخب اليابان الذي أنهى في الصدارة، ليتأهل المنتخب السعودي وتضعه القرعة ضمن المجموعة الأولى، التي تضم كلاً من مصر وأوروجواي وروسيا، ويسعى لتجاوز إنجازه الفريد في مشاركته التاريخية الأولى في مونديال أمريكا 1994 عندما صعد «الأخضر» حينها إلى دور ال16 في المونديال. Your browser does not support the video tag.