أثارني العرض الجميل للحياة الضاجة التي عاشها الشاعر الفرنسي كروجان، والذي توهج الروح الاشراقية التي يدركها الانسان وهو ينحو بحثاً عن الجمال الخالص والنقاء الذي يجعل الكائن / الانسان / صاحب الخطيئة والكائن / العرفاني امام نزعة كليانية في البحث عن صيرورات ما يمكن ان تجسده المعرفة / الفكرة والمعرفة / الرؤيا من استغراق عميق في النص المقدس والنص الارضي سعياً باتجاه وهم الخلاص. كانت القراءة واعية ومثيرة للكثير من الاسئلة حول اعادة انتاج الكثير من سياقات الثقافي العربي الاسلامي المتورط بوعي الشك مع الآخر من دون الحوار معه، وهذا ما يجعل الحديث عن كروجان ليس في اطار ما يمثله كمترجم لمعاني القرآن او لنزعته الابراهيمية بقدر ما يعني الحديث عن حقيقة الحوار الحضاري من منطلق تداول الثقافي ذاته في شقيه المعرفي والشعري وتكريسه وليس في اطاره الديني الاشكالوي الذي يحرضنا دائماً على صناعة الجبهات المضادة. مرة اخرى أجد الكاتب عبده وازن قد ادرك في قراءته الواعية جوهر الفكرة التي تحتاج أحياناً الى ان نشعل لاضاءتها الغابة بأكملها. علي حسن الفواز - بريد الكتروني