تعلن تصريحات الرئيس الأفغاني بعد نجاح هجمات طالبان وپ"القاعدة"، على الملأ تردي العلاقات بين باكستانوأفغانستان. فهو اتهم باكستان واستخباراتها بدعم المقاومة الأفغانية عسكرياً ومالياً، وبمساعدتها على اجتياز الحدود، وتحويل أفغانستان قاعدة عسكرية باكستانية. وبلغت محصلة ضحايا الهجوم على قوات التحالف الدولي والقوات الحكومية، نحو مئة شخص. ودرج الأفغان والقادة الأميركيون العسكريون على لوم باكستان عند مواجهة صعوبات إدارية أو عسكرية. وفي مطلع الشهر الجاري، قال الجنرال كارل إيكنبيري، قائد القوات الاميركية بأفغانستان، ان ارتفاع وتيرة هجمات طالبان في الأراضي الأفغانية مرده إلى ضعف الحكومة الأفغانية ومؤسساتها وليس الى زيادة حقيقية في قوة"طالبان". وأقر سيد طيب جواد، السفير الأفغاني بواشنطن، بأن الحكومة الافغانية وحلفاءها يواجهون مشكلات، وأن بلاده تتخبط أمام المقاومة المسلحة. فالجنود الأفغان ينقصهم التدريب والعتاد. ولم تدفع رواتب بعض فرق الجيش منذ أشهر. ولم تزود هذه الفرق إلا بپ"مشطين"من الرصاص. وفي وسع حكومة كابول والجهات الدولية معالجة هذه المشكلات. ولا شك في أن باكستان بذلت جهدها، ونشرت أكثر من سبعين ألف جندي على حدودها مع أفغانستان. وعلى الولاياتالمتحدة وقوات التحالف الدولي بأفغانستان نشر قوات كافية على الجانب الآخر من الحدود للسيطرة على الأراضي الجبلية وغير المرسمة. والحق أن المساعي الاميركية الى خفض عدد قواتها بأفغانستان بسبب خسائرها، وحضها باكستان على بذل جهد أكبر، مستهجن. فالعمليات العسكرية بوزيرستان، منذ ثلاثة أعوام، أودت بمئات القتلى من المدنيين والعسكريين، وفاقمت التذمر بمناطق القبائل وبقية البلاد. وعلى رغم كل الخسائر والجهود الباكستانية، تنكر كابول وواشنطن فضل باكستان وجهودها. وهذا الانكار خير حجة على فشل سياسة الخارجية الباكستانية. فعلى إسلام آباد إبلاغ كابول وواشنطن أنها فعلت طاقتها، وأن موعد الافغانيين مع المسؤولية حان. عن افتتاحية "نايشن" الباكستانية ، 20/5/2006