اعتبرت المحكمة الدستورية العليا في ألمانيا في حكم صدر أمس، نظام"البحث العشوائي"راسترفاندونغ عن إرهابيين محتملين في البلاد الذي اعتمدته السلطات الأمنية بعد اعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001"منافياً للدستور"ويتوجب وقف العمل به في صيغته الحالية. ووافقت المحكمة بذلك، على دعوى رفعها طالب مغربي يدرس في ولاية شمال الراين ووستفاليا ضد السلطات الأمنية التي وضعته تحت المراقبة، معتبراً الأمر اعتداء صارخاً على حقوقه الأساسية. وأهم ما في الحكم أن المعايير التي حددتها المحكمة ستجبر 11 ولاية ألمانية من أصل 61 على تغيير نظام المراقبة المعتمد في حق أشخاص محددين من دون شبهات تبرر ذلك. وكانت الولايات الألمانية اعتمدت في تشرين الأول أكتوبر 2001 نظام"راسترفاندونغ"للبحث عن خلايا نائمة ل"إرهابيين إسلاميين محتملين". وشكل نظام البحث العشوائي أكبر شبكة تنسيق أمنية في تاريخ ألمانيا. وعلى رغم الاشتباه بعدد كبير من المسلمين، فان البحث لم يؤد إلى اعتقال أي إرهابي حتى الآن. واعتبر قضاة هيئة المحكمة، باستثناء قاضية واحدة، أن"انتهاك حقوق المواطن من دون شبهة محددة ذهب بعيداً"، مشيرين إلى أن"على السلطة أن تواجه الهجمات الإرهابية بوسائل دولة القانون"وأن تلتزم بالحدود التي وضعتها القوانين. وأضافوا في حكمهم أن"على أي قاضٍ في المستقبل ألا يوافق على البحث عن إرهابيين محتملين إلا استناداً إلى أدلة محددة تشير إلى وجود تحضير أو تنفيذ لاعتداءات إرهابية"، مشددين على"عدم كفاية وجود شبهات عامة وغير محددة". لكن القاضية ايفيلين هاس التي صوتت ضد الحكم اعتبرته"يترك الدولة بلا حول ولا قوة عرضةً للأخطار الإرهابية التي تواجهها"لافتة إلى أن من طريق نظام البحث"يقوي المرء الأمن كأساس للحرية"حتى وإن تعرضت حقوق بعض الناس الأساسية"إلى الانتهاك بصورة مخففة". ورحبت نائبة رئيس الكتلة النيابية للحزب الليبرالي وزيرة العدل السابقة سابينه شنارنبيرغر بالحكم، معتبرة الحكومة الاشتراكية - الخضراء السابقة"ذهبت بعيداً في الاعتداء على حقوق المواطن". وجاء ذلك في وقت تنتظر الأوساط السياسية والإعلامية الألمانية بفارغ الصبر التقرير السري عن نشاط جهاز الاستخبارات الألمانية بي إن دي الذي أعلنت الحكومة أنها ستنشره اليوم، مع تحديد موقفها منه بعد تسريب معلومات عنه كشفت عن ممارسة الجهاز تجسساً منهجياً على صحافيين ألمان منذ سنوات، خصوصاً أن مهمته التجسس الخارجي. اعتداءات عنصرية على صعيد آخر د ب أ، أفادت الشرطة أن مجهولين هاجموا مركزاً ثقافياً مناهضاً للتطرف اليميني في برلين، باستخدام عبوات حارقة صباح أمس. ولطّخ مبنى المركز بالصلبان المعقوفة، رمز النازية، إضافة إلى تحطيم نافذة وإضرام النار في المبنى. وتمكنت قوات الإطفاء من السيطرة على الحريق. وأطلقت السلطات تحريات واسعة في الحادث.