الى اليوم، لم يوقع بعض قادة حركات التمرد السودانية اتفاق أبوجا. فعلينا إقناعهم باختيار طريق السلام، وترك طريق الحرب. وعلينا، ثانياً، حمل الموقعين على التقيد بالاتفاق ميدانياً، ومد أهالي دارفور بأسباب البقاء، في الأشهر الآتية. وهذا يقتضي حمايتهم وإعالتهم. فهم طردوا من بيوتهم وأراضيهم، ولا يسعهم القيام باحتياجاتهم. وعلينا، تالياً، حماية من يتولون تلبية حاجاتهم. والقوة التي تقوم بالحماية هي بعثة الاتحاد الافريقي. فشاغلنا الاول هو تقوية البعثة، ومساعدتها على تأمين المهجرين. والمرحلة التالية هي إدخال بعثة الاتحاد الأوروبي تحت عمليات الأممالمتحدة، وتوسيع دائرتها، وتجهيزها، وتقوية سلطتها. وعلينا التنسيق مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي، وإشراكهم في تعزيز قدرة البعثة على تنفيذ بنود اتفاق أبوجا، وإعداد مؤتمر المتبرعين في بروكسيل. وأدعو الأطراف كلهم الى الحؤول دون تجدد اعمال القتل والنهب التي وقعت الاسبوع المنصرم. فغرب السودان، اليوم، هو مسرح أفدح أزمة إنسانية على وجه الأرض. ومن غير مساندة سريعة وعظيمة، لن يكون في مقدور منظمات الإغاثة القيام بمهماتها. ولن تمنع المجاعة ونقص التغذية والأمراض من قتل مئات الآلاف من الضحايا. وعلينا، في الاثناء، تمهيد الطريق الى استجابة طلب مجلس السلم والأمن، في الاتحاد الافريقي، الى مجلس الأمن الدولي، الاضطلاع بمهمات البعثة الافريقية، بحسب إقرار المجلسين الأمر، في 10 آذار مارس و24 منه. وتحتاج عملية الأممالمتحدة الى بذل جهد لوجستي ضخم، أولاً، على ان تتولى بعثة ميدانية تقنية تقويم الحاجات في دارفور نفسها. ومن نافل القول ان مساندة الرئيس أحمد حسن البشير عمل المنظمة الدولية شرط لا غنى للمنظمة عنه، وعلى الاطراف الضالعة، وفي مقدمهم الحكومة السودانية، احترام وقف النار، وإظهار نيتهم، عملاً وفعلاً، التزام الاتفاق وتوقيعهم عليه. وعلى جيران السودان، عرباً وافريقيين، مد يد العون، المالي والسياسي، الى جارهم المنكوب. عن كوفي أنان أمين عام منظمة الأممالمتحدة، "سودان تريبيون" السودانية، 14/5/2006