سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السنيورة : نحن الضحية ولسنا الجلاد وسلاحنا مع الفلسطينيين الحوار . موسكو تطرح أسئلة لمناسبة زيارة الحريري عن العلاقات اللبنانية - السورية بعد تقرير براميرتز
اهتمت الديبلوماسية الروسية بتوجيه الأسئلة عن مرحلة ما بعد صدور تقريرالقاضي سيرج براميرتز رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، والمتوقع منتصف الشهر المقبل، وعن احتمالات الموقف في حال فرضية توجيه اتهام لمسؤولين سوريين بالضلوع بالجريمة. وجاءت الاسئلة في إطار المحادثات التي يجريها زعيم كتلة"المستقبل"النيابية النائب سعد الحريري في موسكو، وعلى هامشها، خلال اليوم الثاني من زيارته لروسيا. وشملت لقاءات الحريري أمس نائب وزير الخارجية الكسندر سلطانوف. وفيما كان لافتاً اهتمام الديبلوماسيين الروس بمعرفة خريطة القوى السياسية الفلسطينية في لبنان في إطار الحديث عن تعاظم دور الحركات الأصولية في الشرق الأوسط، وسؤالهم بإلحاح عن صحة ما يشاع عن علاقة بعض المجموعات الفلسطينية بحركة الشيشان المناهضة للحكومة الروسية، أكد رئيس الحكومة اللبنانية في بيروت فؤاد السنيورة انه"لم يقبل سابقاً ولن يقبل الآن معالجة مسألة السلاح الفلسطيني والعلاقة مع المنظمات الفلسطينية بقوة السلاح". راجع ص 6 و7 وكان السنيورة يعلّق بذلك أمام زواره، في حضور"الحياة"على الاشتباك الذي وقع بين الجيش اللبناني وعناصر من"فتح ? الانتفاضة"في البقاع الغربي يوم الأربعاء الماضي، وتداعياته. وأضاف السنيورة:"موقفنا ليس لمسايرة أحد أو لأسباب شكلية. فهذه هي قناعتنا ولسنا من النوع الذي يعتبر المدفع أو البندقية سلاحه لمعالجة المشاكل. سلاحنا هو الكلمة والحوار والموقف". وقال السنيورة تعليقاً على بعض التسريبات التي تتهم الجيش بأنه كان وراء الاشتباك:"لكننا لن نسكت على محاولات تحويلنا الى الجلاد في وقت نحن الضحية لما يحصل. فالجيش ليست لديه أوامر للاشتباك مع أي فريق فلسطيني. لكن لماذا إطلاق النار عليه؟ ولماذا تحصل تعزيزات في وجهه؟". وكشفت مصادر الوفد اللبناني الذي يرافق الحريري في موسكو ان الديبلوماسية الروسية طرحت أسئلة كثيرة، على أساس، افتراضي في شأن ما ستؤول اليه الأوضاع بعد صدور تقرير القاضي براميرتز وعن العلاقات المستقبلية مع سورية. وهي استفسارات وجهت الى أعضاء الوفد المرافق للحريري وللوفد الإعلامي الذي يتولى تغطية زيارته. وركز الديبلوماسيون الروس على مدى إمكان التوصل الى تسوية سياسية بين لبنان وسورية، تعيد انتاج علاقة جديدة متوازنة تقر بمصالحهما بخلاف العلاقة السابقة التي شابها الكثير من الشوائب. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان الجانب الروسي كان واضحاً في معارضته بشدة تسييس التحقيق في اغتيال الحريري لكنه يرفض أيضاً إخضاعه الى أي مساومة. وأكدت مصادر مقربة من الوفد المرافق للحريري أن موسكو"تعارض بشدة أي توجه لقلب النظام في سورية وتغييره، لكنها لا تنفي قناعتها بأنه آن الأوان كي توافق سورية على إقامة علاقات ديبلوماسية وعلى ترسيم الحدود مع لبنان". إلا ان الديبلوماسيين الروس يدعون النظام السوري الى"مساعدة نفسه"لتتمكن موسكو من مساعدته حرصاً عليه. لكن الديبلوماسيين الروس يوحون بالجدية في حديثهم عما تقوم به لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري، في حين كانوا في السابق يتعاطون معها انطلاقاً من المخاوف من التسييس. ويتطرق بعض هؤلاء الديبلوماسيين في إطار عرضهم للاحتمالات المقبلة الى تاريخ القضايا التي خضعت للقانون الدولي، من دون الادلاء باستنتاجات محددة، فيشيرون الى اضطرار الزعيم الليبي معمر القذافي الى الخضوع لاجراءات فرضتها أحكام المحكمة الدولية التي نظرت في حادثة تفجير طائرة لوكربي الشهيرة. وكانت محادثات الحريري مع الجانب الروسي تناولت الوضع الداخلي اللبناني، وسمع من المسؤولين الروس حرصاً على وجوب المحافظة على الحوار الوطني"فهو بالنسبة إلينا مهم جداً حتى لو لم يتوصل الى نتائج أو توصل الى بعض النتائج وترك بعض القضايا الأخرى عالقاً فهو بمثابة مؤسسة للحفاظ على الاستقرار لأن من الضروري أن يقول اللبنانيون كل شيء على الطاولة...". وعلم ان المحادثات سعت الى استقراء الوضع الجديد في مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، إذ أكد الجانب الروسي احترامه لإرادة الشعب الفلسطيني في التغيير الذي أوصل حركة"حماس"الى السلطة، لكنه يدعوه الى ممارسة كل الضغوط لمنع حصول حرب داخلية فلسطينية وللبحث عن المخرج اللائق لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل. ولمس الحريري والوفد المرافق له تبدلاً في الموقف الروسي من الوضع اللبناني بخلاف ما كان عليه أثناء زيارة لوفد من كتلة"المستقبل"النيابية لموسكو قبل شهرين. وأكد ل"الحياة"ارتياحه الشديد لمحادثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين أول من أمس التي كانت حاضرة في لقاءاته أمس مع كبار المسؤولين الروس الذين نقلوا عن رئيسهم الرغبة بالانفتاح على التيار الذي يمثله الحريري، وأبدى المسؤولون الروس تفاؤلهم بمستقبل العلاقات وكرروا التأكيد للحريري.