اتهم جهاز المخابرات العامة الفلسطينية حركة"حماس"، من دون ذكرها بالاسم، بالوقوف وراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها امس مدير الجهاز اللواء طارق ابو رجب الذي أصيب بجروح خطرة اقتضت نقله الى اسرائيل لتلقي العلاج. وكان انفجار في مصعد مقر جهاز المخابرات في غزة ادى الى مقتل أحد مرافقي أبو رجب وجرح 12 آخرين، اثنان منهم في حال خطر. وقال العميد توفيق الطيراوي نائب رئيس المخابرات في مؤتمر صحافي عقده في مقر الجهاز في رام الله امس ان لدى جهازه معلومات عن محاولة"تنظيمات"اختراق اجهزة الامن الفلسطينية بغية اغتيال قادتها. واعترف باتخاذ اجراءات امنية جديدة لحماية الرئيس محمود عباس ابو مازن معتبراً انه، أي الرئيس،"ليس بعيداً عن كل هذا"الاستهداف. راجع ص4و5 وذكر الطيراوي ان العبوة الناسفة التي استهدفت ابو رجب زرعت اسفل المصعد الكهربائي، معترفاً بوجود اختراق لجهاز المخابرات. واوضح:"كشفت فحوص خبراء المتفجرات ان العبوة مصنوعة محليا، وكانت مليئة بالكرات المعدنية... وهذا اختراق امني لجهاز المخابرات من جانب مأجورين وسنعتقلهم باذن الله... هذا خلل نتحمل نحن مسؤوليته". وكشف الطيراوي للمرة الاولى ان"حماس"وقفت وراء محاولة اغتيال سابقة تعرض لها ابو رجب قبل ثلاث سنوات، غير مستبعد ان تكون الحركة تقف وراء هذه المحاولة أيضاً. وقال رداً على سؤال ل"الحياة:"نعم لقد تعرض الأخ طارق ابو رجب لمحاولة اغتيال سابقة قبل حوالي ثلاث سنوات، والذين حاولوا اغتياله معروفون بالاسم وهم من حركة حماس". وكان ابو رجب تعرض لهجوم مسلح وهو يستقل سيارته في قطاع غزة قبل نحو ثلاث سنوات، واصيب بجروح خطيرة. وقال الطيراوي انه جرى طي صفحة محاولة الاغتيال تلك بأمر من الرئيس الراحل ياسر عرفات بهدف منع حدوث انفجار داخلي بين"فتح"و"حماس". وفي حديث خاص الى"الحياة"قال مسؤول أمني كبير ان حركة"حماس"في الضفة"شرعت اخيراً في شراء ما هو متوافر من اسلحة في السوق السوداء وفي تجنيد اشخاص جدد تحضيرا لمواجهة عسكرية مع فتح واجهزة الامن". واشار الى"ان زيادة الطلب على السلاح والذخيرة في الضفة ادت الى ارتفاع غير مسبوق في اسعارها قائلاً ان سعر الرصاصة الواحدة بلغ 25 شاقلاً"5.5 دولار. وأشار هذا المسؤول الى ان اجهزة الامن وضعت خطة لاعتقال عناصر مسلحة في"حماس"في الضفة في حال حدوث اي تصعيد. وحمل الطيراوي، في مؤتمره الصحافي، بشدة على بيان صدر عن وزير الداخلية سعيد صيام بعد محاولة اغتيال ابو رجب لمح فيه الى احتمال ان يكون الانفجار قد نجم عن سقوط وانفجار قنبلة من يد احد حراسه. وقال:"هذا كلام سخيف وغير مسؤول ومشبوه، لان لا احد عاقلاً يدخل الى المصعد مع حراس يحملون قنابل". واضاف:"اثبتت الفحوص ان العبوة زرعت اسفل المصعد من اجل التأكد من القتل، ذلك ان من لا يموت، والحال هذه بالانفجار، سيموت لدى سقوط المصعد". واشار الى ان المصعد سقط فعلاً بعد الانفجار وان ابو رجب اصيب بكسور في رجليه. وعن سبب نقله الى مستشفى اسرائيلي، قال الطيراوي:"هذا يعود الى قصر المسافة الى المستشفى الاسرائيلي مقارنة بمستشفيات عربية في الدول المجاورة التي ابدت استعداداً لتقديم العلاج له وهي مصر والاردن". ووصف الطيراوي احداث العنف الجارية في الاراضي الفلسطينية بأنها حرب اهلية. وقال:"نحن في مصيبة كبرى، البعض يهرب منها ولا يسميها حرباً اهلية، واذا لم يكن هذا العنف والقتل حربا اهلية فماذا يمكن ان نسميه". وقد امتد التوتر الحاصل بين"فتح"و"حماس"من غزة الى الضفة عقب محاولة اغتيال ابو رجب. ففي رام الله طوّق مسلحون من حركة"فتح"مقر المجلس التشريعي الذي تشكل"حماس"غالبية اعضائه وهم يطلقون النار في الهواء. وفي جنين اعلن امين سر حركة"فتح"عن شروع فرع الحركة في هذه المحافظة بتشكيل جيش شعبي قوامه 2500 مسلح بهدف حماية ما اسماه الشرعية الفلسطينية، اي سلطة الرئيس محمود عباس. غارة جوية اسرائيلية قتل الطيران الحربي الاسرائيلي أمس أربعة فلسطينيين وجرح أربعة آخرين وذلك باطلاق إحدى طائراته صاروخاً واحداً على سيارة مدنية في منطقة الرمال في مدينة غزة. وقال شهود ل"الحياة"ان من بين القتلى القائد الميداني في"سرايا القدس"الذراع العسكرية ل"حركة الجهاد الاسلامي"محمد الدحدوح. وكان تردد في البداية خطأ ان القائد الميداني ينتمي الى"كتائب القسام"الجناح العسكري ل"حماس"، وتبين لاحقاً أنه محمد الدحدوح المسؤول عن اطلاق صواريخ"غراد"الروسية الصنع على جنوب اسرائيل، وهو شقيق خالد الدحدوح قائد"سرايا القدس"في قطاع غزة والذي اغتالته اسرائيل قبل نحو ثلاثة أشهر. واستشهد في الغارة الاسرائيلية ايضاً حنان أمن 35 عاماً وابنها محمد أمن 4 أعوام ونعيمة أمن 25 عاماً في مكان الحادث.