كشفت مصادر مسؤولة في حركة"حماس"عن وجود نقاش في قيادة الحركة بشأن تبني مشروع المبادرة العربية التي تتضمن اعترافاً ضمنياً باسرائيل. وقال مسؤول رفيع المستوى في الحركة ل"الحياة"ان النقاش وصل الى مراحل متقدمة، وان النية تتجه نحو تبني هذه المبادرة كوسيلة للخروج من الحصار الغربي. لكن المسؤول اوضح ان تبني هذه المبادرة سيكون باسم الحكومة وليس باسم الحركة، وان ذلك سيكون مرهونا بقبول اسرائيل بمبدأ الدولتين. ورفض الناطق باسم الحكومة الدكتور غازي حمد تأكيد هذه الأنباء او نفيها مكتفياً بالقول"انها غير دقيقة". واستدرك يقول:"ليس فينا من هو ضد الحل السلمي، لكننا نريد حلاً يقوم على مبدأ الدولة الفلسطينية المستقلة وحق العودة للاجئين وتحرير الأسرى". ورجح المسؤول الكبير في"حماس"ان يتم تبني مشروع المبادرة العربية في لقاء الحوار الوطني في الخامس عشر من الشهر الجاري. ونشبت في الأيام الأخيرة خلافات بين حركتي"حماس"و"فتح"حول مشروع الحوار الوطني المطروح انتهت باتفاق بين ممثل الرئيس محمود عباس للحوار، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه، وممثل حركة"حماس"رئيس المجلس التشريعي الدكتور عزيز الدويك على تأجيل عقد المؤتمر من موعده الذي كان مقررا اليوم الثلثاء الثاني من أيار مايو الى الخامس عشر منه. وكانت المبادرة لعقد الحوار انطلقت من اللجنة السياسية في المجلس التشريعي التي تضم نواباً من حركتي"فتح"و"حماس"، وذلك اثر أحداث العنف والتوترات التي أعقبت خطاب رئيس المكتب السياسي لحركة"حماس"خالد مشعل في دمشق الذي اتهم فيه الرئيس محمود عباس وقادة في"فتح"ب"التآمر على الحكومة مع الصهاينة والأميركان"لاسقاطها. وقد تبنى الرئيس محمود عباس فكرة هذا المؤتمر ووجه دعوات باسمه لكل القوى والفصائل وأعضاء اللجنة التنفيذية ورؤساء الجامعات ورؤساء تحرير الصحف للمشاركة فيه وهو ما أثار غضب"حماس"التي رأت في ذلك اغراقا للحوار بمؤيدين للحركة الخصم"فتح". وتولى عضو المكتب السياسي ل"حماس"الأكثر تشددا محمد نزال توجيه النقد للرئيس عباس على ذلك قائلاً في تصريح صحافي:"لقد دخل أبو أبو مازن على الخط ووجه الدعوات لعقد المؤتمر باسمه"، وهو ما أثار الكثير من الغضب في حركة"فتح". وقال الدكتور عبدالله عبدالله رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي:"تصريح نزال يفترض ان الرئيس محمود عباس طارىء في الحياة السياسية وهو عملياً الرئيس المنتخب للشعب الفلسطيني ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير". وطالبت"حماس"بتأجيل موعد الحوار"من أجل مزيد من التحضير"، حسب قول الناطق باسمها سامي أبو زهري الذي قال:"ان عقد المؤتمر من دون تحضير جيد له قد يؤدي الى فشله". وحسب الدكتور عبدالله عبدالله فان المؤتمر سيناقش سبل مواجهة الحصار الغربي على الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة ومن ذلك تبني برنامج سياسي قادر على مواجهة هذا الحصار. كما يناقش المؤتمر سبل تعزيز الوحدة الداخلية وتحريم العنف والاقتتال الداخلي.