حظي وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي باستقبال رسمي حافل في عمان امس قابل خلاله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ورئيس وزرائه معروف البخيت ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب وقدم خلاله الوزير الايراني للعاهل الاردني دعوة رسمية لزيارة طهران في الوقت الذي يراه مناسبا فيما اعتبره محللون خطوة باتجاه ازالة الحذر في العلاقات الباردة بين البلدين. وحسب المصادر الرسمية الأردنية فان المسؤولين الأردنيين لم يتطرقوا في محادثاتهم مع الوزير الإيراني الى قضية خلية السلاح التي ضبطتها الأجهزة الأمنية الاردنية ومن بينها صواريخ من منشأ إيراني ووجهت فيها اصابع الاتهام الى حركة"حماس"فيما رفضت الحكومة الأردنية اتهام ايران في القضية التي شغلت الرأي العام خلال الأسابيع الماضية. واكد العاهل الأردني لضيفه الإيراني اهمية دعم العملية السياسية الجارية في العراق، داعيا ابناء الشعب العراقي الواحد للوقوف صفا واحدا ضد من يحاول إذكاء الاقتتال الطائفي بينهم معرباً عن قلقله حيال هذا الامر. وقال الديوان الملكي الأردني في بيان له عقب المحادثات ان اللقاء تطرق الى موضوع الملف النووي الإيراني الذي شدد متقي بخصوصه على موقف بلاده الداعي الى حل هذه المسألة بالطرق الديبلوماسية والسلمية، محذرا من عواقب اللجوء الى القوة ونتائجها الوخيمة على امن المنطقة واستقرارها. واشار العاهل الاردني الى موقف بلاده الداعي الى ضرورة اخلاء منطقة الشرق الاوسط من السلاح النووي وقال:"السلاح النووي يجب ان يخضع لمعايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية". واوضح الملك عبدالله الثاني حرصه"كهاشمي ومن آل البيت على وحدة المسلمين شيعة وسنة". ومن جانبه اشاد الوزير الايراني بمواقف العاهل الاردني الحكيمة والايجابية في التعامل إزاء الخلاف الايراني مع الدول الغربية حول ملفها النووي مبدياً حرصه على توثيق العلاقات مع الاردن. واكد متقي ان بلاده تريد امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية ولا تسعى الى امتلاك اسلحة نووية. وفي الشأن العراقي اكد متقي ان بلاده حريصة على ان لا يحدث أي خلاف على اساس طائفي، مشيراً الى ان ايرانوالاردن يمكن ان يساهما في الجهود الهادفة الى ضمان عدم حدوث ذلك. ودعا متقي الى حوار بين دول الاقليم لدعم وحدة العراق وبناء مستقبل افضل لابنائه مؤكدا ان ايران لا تنظر الى العراق من منظار طائفي بل من منطلق وحدته بمختلف تياراته وقواه السياسية. وتناولت المحادثات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية والمصاعب التي تواجه السلطة والحكومة الفلسطينية بعد الضغوط الدولية على حكومة"حماس"ووقف المساعدات عنها. وقال متقي"ان ايران ترى في الاردن الآمن والمستقر سندا قويا للفلسطينيين لمساعدتهم على مواجهة التحديات المختلفة ونيل حقوقهم المشروعة". وكان الوزير الايراني اجرى محادثات مع رئيس الوزراء الاردني معروف البخيت ووزير الخارجية عبدالاله الخطيب تركزت على العلاقات الثنائية والوضع في الاقليم وأهمية اعادة الاستقرار الى المنطقة، خصوصاً في العراق وفلسطين. وكان التصعيد الذي تشهده ازمة الملف النووي الايراني مع المجتمع الدولي في صلب محادثات العاهل الاردني مع الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية. واكد العاهل الاردني اهمية التنسيق والتشاور بين الدول الخليجية في الظروف الراهنة معرباً عن امله في ان تجد ازمة ايران النووية طريقها للحل الديبلوماسي لتعزير الاستقرار في المنطقة. واعرب العطية عن قلق دول الخليج العربي من التصعيد بين ايران وبعض القوى الدولية مؤكدا ضرورة تكثيف الجهود لتطويق ازمة الملف النووي الايراني خوفا من تأثيرها على المنطقة.