على رغمٍ تبنّيه مبدأ نبذ العنف، ودعوته الصريحة الى انتهاج الديمقراطية، واحترام حرية الرأي والصحافة، لم تدع الأجهزة الأمنية الإيرانية الباحث والمفكر الإيراني المعروف رامين جهانبكلو يشارك في"مؤتمر دولي عن إيران"يعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل فأوقفته بطريقة شبه سرّية. وحينما استفسرت السفارة الكندية عن الأسباب التي أعاقته عن حضور المؤتمر، أجابت جهة رسمية إيرانية بأن الدكتور رامين يتلقى علاجاً طبياً في احد المستشفيات الإيرانية، ثم تبيّن لاحقاً أن الاجهزة الإيرانية اقتادته إلى جهة مجهولة، ثم اعترفت بوجودة في"قطاع 500"من سجن إيفين المعروف. وفي الثالث من أيار مايو الجاري الذي صادف"اليوم العالمي للصحافة"اعترفت إيران بوجوده في سجن إيفين حيث يتلقى رامين علاجاً طبياً لم يُعرف إن كان من جرّاء التعذيب والمعاملة السيئة التي يتعرض لها، أو بسبب تفاقم مرض السكري الذي اصابه قبل سنوات. وأعربت منظمات إنسانية وجامعية، عن قلقها على مصير رامين، خصوصاً أن الأجهزة وجهت إليه تُهماً من بينها التعاطي مع جهات أجنبية، والتجسس لمصلحة الولاياتالمتحدة الأميركية، وتهديده الأمن الوطني الإيراني. وترى المنظمات الإنسانية والفكرية أن رامين رجل فكر وحوار ومنطق، ينبذ سياسة العنف. وقد أهدر سنيناً طوالاً من حياته لتكريس مفهوم الديمقراطية والسلام، وخصص جزءاً كبيراً من أبحاثة العلمية للحوار بين الثقافات.