لا يكفي عند تذكر فلسطين في ذكرى النكبة الوقوف عند العام 1948 واسترجاع ما حدث. فلفلسطين تاريخ أكثر اتساعاً من ذلك. من هنا يأتي تنوّع ما يقدمه"أسبوع اللاجئ الفلسطيني"الذي يحتضنه"مسرح البلد"في العاصمة الأردنية عمان في الفترة الممتدة بين 15 و 19 من أيار مايو الجاري تحت عنوان"كي لا ننسى". خلال هذه الفترة، تحضر فلسطين إلى عمان وقد مضى على"غيابها"أعوام كثيرة، في أفلام سينمائية وثائقية وأفلام قصيرة ومحاضرات وندوات وزجل شعبي ودبكة وأغان و... كنافة. إذ كما أن فلسطين أرض شهداء ومقاومة، فإنها أيضا أرض يسكنها بشر عاديون يأكلون الكنافة، ويحملونها معهم أينما حلّوا، مرفقة بأسماء مدن اشتهرت بصنع هذه الحلوى، مثل نابلس والرملة. ربما يخلو"أسبوع اللاجئ الفلسطيني"من الأسماء الفلسطينية"الثقيلة"ما عدا الفنان اسماعيل شموط، لكنه لا يخلو من فلسطين. يعرض أفلاماً وثائقية "خيمة فلسطين"لمحمد أبو فلح،"داخل خارج"لأسامة قشوع،"الجدار العازل"لمصطفى البرغوثي،"العودة"لإياد الداود، ويضع بين يدي زوار المسرح معرض كتب مقدمة من مكتبة البستان ومركز دراسات وأبحاث اللاجئين RCRS والملتقى التربوي العربي أزكى دنيا والموسوعة الفلسطينية. اللقاء مع إسماعيل شموط سيكون في ثاني أيام"الأسبوع". وسيعرض خلاله لوحاته وجدارياته وكتابه الأخير الفن التشكيلي في فلسطين. حضور شموط في أسبوع يذكر بقامة فلسطينية فنية مهمة. فعلاوة على كونه أبرز الفنانين الفلسطينيين، يعد شموط أيضاً مرجعاً مهماً حين يتعلق الأمر بالفن التشكيلي الفلسطيني. وحضوره في لقاء مفتوح يفتح الباب على فضاء إبداع فلسطيني غائب: فالفن التشكيلي الفلسطيني، وما وصل إليه على يدي شموط وسواه من فناني فلسطين التشكيليين، يظل أقل"شعبية"من فنون أخرى برز فيها فلسطينيون - كالقصة والرواية والشعر والمسرح والموسيقى والغناء والسينما. الركيزة الأساسية التي تعتمد عليها فاعليات"الأسبوع"هي الأفلام القصيرة. إذ تعرض كل مساء مجموعة من الأفلام القصيرة، ربما في سبيل تسليط الضوء على سينمائيين فلسطينيين شباب، مثل عزة الحسن التي يعرض فيلمها القصير"كوشان موسى"في ثالث أيام"كي لا ننسى فلسطين". ولن تقتصر النشاطات على الشق الفني، إذ تعقد محاضرتان على خشبة المسرح، الأولى لفواز سلامة بعنوان"مشروع التاريخ الشفوي الفلسطيني"، والثانية لموسى برهومة بعنوان"المخيم: منفى يتكثف عبر اللغة". وتنتهي نشاطات"أسبوع اللاجئ الفلسطيني"مع أمسية غنائية تقدمها الفنانة الأردنية مكادي نحاس الغائبة عن الساحة الفنية الأردنية منذ فترة. صحيح أن تذكّر فلسطين، كي لا ننساها، في"أسبوع اللاجئ الفلسطيني"لا يفتح الباب أمام الجمهور لرؤية فلسطين وسماعها وقراءتها كاملة في ذكرى النكبة، فإنه يظل إطلالة، وإن من الباب الخلفي، على ما تمثله فلسطين في مكان آخر غير نشرة الأخبار. ففي فلسطين أكثر من مجرد"وطن ضائع": هل يمكن اختصار أي وطن في أسبوع؟