إحياء للذكرى الخامسة والخمسين لنكبة فلسطين، نظم مسرح وسينماتك القصبة، في رام الله، فعاليات فنية على مدار النصف الأول من شهر أيار مايو، تضمنت عروضاً مسرحية وسينمائية وأمسية فنية. وبدأت هذه الفعاليات بالأمسية الفنية "نكون" التي حازت إعجاب الجماهير، وتضمنت شعراً وموسيقى وغناء ومسرحاً ورقصاً شعبياً وتعبيرياً. قدمت فيها فرقة سرية رام الله الأولى للموسيقى والرقص لوحات تناولت الوضع الراهن للشعب الفلسطيني، كما شارك كل من ريم تلحمي، جميل السايح، باسل زايد، وليد عبدالسلام، وفرقة سنابل جامعة بيرزيت، وجوقة "مدارس الفرندز"، بفقرات غنائية من كلمات شعراء فلسطينيين وعرب. وتحت عنوان "مني ولا من القصف"، و"مجنون يحكي"، قدم الفنان حسام أبو عيشة مونولوجين مسرحيين بنفحة من الكوميديا السوداء التي تتحدث عن هموم الإنسان الفلسطيني في حياته اليومية، ترافقهما رقصات جديدة لفرقة "العودة" للرقص الشعبي التابعة لمدرسة "الفرندز" للبنين. وتميّزت الحفلة بتقديم قصائد محمود درويش ونصوص لجبران خليل جبران، ألقاها الفنان جورج ابراهيم. وقدم مسرح وسينماتك القصبة مجموعة من الأفلام الفلسطينية التي تناولت موضوع الهجرة والنكبة، وافلاماً أخرى عن الاجتياح الاسرائيلي للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية. وشارك المخرج درويش ابو الريش بالفيلم الوثائقي "حيفاوي" الذي يتناول فصولاً من نكبة 48 في حيفا والجليل الفلسطيني، من خلال ذاكرة شهود عاشوا النكبة وعرفوا التهجير، وعادوا إلى مدينة حيفا، وهم الآن في الثمانينات من العمر، يروون حكاياتهم برواية فردية، كما شارك المخرج محمد السوالمة بالفيلم الوثائقي "خمسون عاماً من التهجير"، وهو قصة اللجوء عبر ما يزيد على نصف قرن في أماكن الشتات: لبنان، سورية، الأردن، الضفة الغربية، وقطاع غزة... المعاناة المستمرة وعدم التفريط بالحلم في العودة إلى الديار هو العنوان الرئيس... أناس على قارعة الطريق: كتّاب، شعراء وفنانون والحلم واحد…. العودة. كما عرض للمخرج محمد بكري، من خلال فيلم "جنين.. جنين"، شهادات حية عما حدث في مخيم جنين. ويستضيف "مسرح القصبة" في نهاية الشهر الجاري، الفنان محمد بكري في مسرحية "المتشائل"، وهي من اعداد مازن غطاس ومحمد بكري، وإخراج مازن غطاس، عن رواية شهيرة لإميل حبيبي "الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل"، وهي بانوراما تبدأ في آب أغسطس 1948، ولا تنتهي في حزيران يونيو 1967… و"المتشائل" ملحمة ساخرة تروي قصّة شعب فقد أرضه وهتك عرضه وهدم بيته، وبات "على خازوق". ويرى الفنان جورج إبراهيم، المدير العام للمسرح ان "مسرح القصبة"، يحاول من خلال الإمكانات الفنية المتوافرة أن يقدم للجمهور الفلسطيني مزيجاً من الفنون على صعيد السينما والمسرح والرقص والموسيقى... ويضيف ان "الفعاليات في ذكرى النكبة، هي من اجل ابقاء المناسبة حاضرة في أذهاننا واذهان الجيل الشاب، ومن جانب آخر تقديم المناسبات الوطنية بشكل فني ومنوع، كي نتيح للفن أخذ دوره في التعبير عن القضايا السياسية". وفي الإطار نفسه أحيت شبكة "معاً" التلفزيونية التي تضم عشر محطات محلية تغطي مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، ذكرى النكبة بعرض 25 فيلماً وثائقياً عن النكبة والتهجير. وتقول ناهد أبو طعيمة، مديرة البرامج في تلفزيون القدس التربوي إن فكرة إحياء ذكرى النكبة جاءت للرد على الحملة المنظمة لإسقاط حق العودة، ومقايضة قضية اللاجئين بالدولة الفلسطينية.