أعلن عدد من جمعيات حقوق الانسان امس ان السلطات السورية أوقفت الكاتب المعارض ميشيل كيلو الاحد الماضي، على خلفية مشاركته في اطلاق بيان من مثقفين سوريين ولبنانيين يدعو الى"تصحيح جذري"واقامة علاقات ديبلوماسية وترسيم الحدود بين البلدين. وفيما استغرب الدكتور عمار قربي اعتقال كيلو 66 عاما لانه"يمثل الاعتدال السياسي"، لم تستطع"الحياة"الحصول على تعليق رسمي، او معرفة كون توقيف كيلو استهدف استجوابه فقط ام احالته على القضاء بتهم محددة. وقال قربي، وهو رئيس"المنظمة الوطنية لحقوق الانسان"، ان اجهزة الامن استدعت كيلو ظهر الاحد، وانه لم يعد حتى مساء امس الى منزله، مشيرا الى ان توقيفه"يأتي على خلفية توقيعه بياناً لمثقفين سوريين ولبنانيين"الخميس الماضي. وكان 134 مثقفاً ومعارضاً سورياً و128 من نظرائهم اللبنانيين وقعوا بياناً يدعو الى"ضرورة العمل من اجل التصحيح الجذري للعلاقات السورية - اللبنانية بما يلبي المصالح والتطلعات المشتركة للشعبين في السيادة والحرية والرفاه والكرامة والتقدم"، مشيرين الى"ضرورة الاعتراف السوري النهائي باستقلال لبنان ومغادرة كل تحفظ ومواربة في هذا المجال. مع التمسك الحازم بالحيلولة دون ان يكون لبنان او سورية مقراً او ممراً للتآمر على البلد الجار او على بلد عربي آخر"، ومعتبرين"ان الخطوات الأولى في هذا الاتجاه تتمثل في ترسيم الحدود نهائياً والتبادل الديبلوماسي بين البلدين". ويُعتقد بأن توقيف كيلو جاء على خلفية كونه أحد الذين وقفوا وراء صوغ هذا البيان وليس لانه وقع عليه، علماً ان كيلو من الموقعين على"اعلان دمشق"ومؤسسي لجان احياء المجتمع المدني و"مركز الدفاع عن حرية الصحافة والتعبير"حريات وهو عضو في اتحاد الصحافيين. وقال قربي:"ان المنظمة الوطنية لحقوق الانسان تعبر عن صدمتها لاعتقال كيلو، خصوصاً انه يمثل الاعتدال السياسي في سورية"، في حين اعتبرت"لجان الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الانسان"في بيان تسلم مكتب"الحياة"نسخة عنه، توقيف كيلو"تصعيداً ذا دلالة ضد العاملين في الشأن العام وانتهاكاً منظماً للحريات الاساسية التي يكفلها الدستور". وطالبت"المنظمة السورية لحقوق الانسان"سواسية بإطلاقه"وبقية معتقلي الرأي والتعبير وطي ملف الاعتقال السياسي". واستبعد قربي اطلاق كيلو سريعاً، قبل ان يشير الى ان السلطات ستحيله على القضاء كما حصل مع آخرين قبله، في اشارة الى فاتح جاموس وعلي العبدالله ومحمد العبدالله الذين احضروا الى القضاء الاحد الماضي.