"انّ نصف المرضى الذين توصف لهم مضادات الاكتئاب Anti Depressants لمعالجتهم، لا يتعافون من حالهم حتى لو تلقوا أفضل عناية". بهذه العبارة، قدّمت صحيفة"واشنطن بوست"لدراسة واسعة ومُعمّقة أجرتها الحكومة الاميركيّة أخيراً، عن موضوع الاكتئاب Depression وعلاجاته. ونشرت نتائج الدراسة في معظم وسائل الإعلام الاميركية. والمعروف ان الكآبة المرضية تمثّل المرض النفسي الأكثر انتشاراً في الغرب، وربما عالمياً. وتُمثّل هذه الدراسة الإحصاء الأكثر شموليّة في هذا المجال. إثر تحليل المعلومات، استنتج الاطبّاء أنّ أثر الادوية المُضادة للكآبة يختلف بين مريض وآخر، ما يفيد أنّ آليات الدماغ التي تُصاب بالاضطراب في حال الكآبة المرضية هي أكثر تعقيداً مما يعتقد معظم الاختصاصيين." من السطحية بمكان تصوّر ان الكآبة مرض يُحلّ باعطاء جرعة بسيطة من الادوية"، بحسب ما ورد في أحد الاستنتاجات الأساسية في الدراسة. وتشير الدراسة عينها أيضاً الى وجود نحو 15 مليون مواطن اميركي يعانون من الكآبة المرضية. ففي عام 2005، أُعطي ما يقارب 189 مليون وصفة طبيّة لعلاج الاكتئاب. كما يكلّف هذا المرض أميركا نحو 83 بليون دولار سنوياً، إضافة الى تحمّلها تغيّب المرضى عن العمل، والانخفاض في الانتاجيّة والانتحار. ونقلت"واشنطن بوست"عن دايفيد روبينو، مدير قسم الطبّ النفسيّ في جامعة نورث كارولاينا، قوله:"اذا ظهرت نتائج هذه الدراسة على أنّها حملات توعيّة، فإنها مُحبطة في الوقت نفسه". في المقابل، لا يشاطر أوغسطس جون راش الدراسة خلاصاتها، على رغم انه شارك، كطبيب نفسي في البحث واعداد الدراسة المشار اليها آنفاً. ويرى انه:"نظراً الى طبيعة الاضطرابات النفسية وتعقيداتها، تشكّل نسبة 50 من الشفاء نتيجة جيدة". وتضيف الصحيفة ان هذه الدراسة"تأتي في سياق من الجدل المتصاعد حول اعطاء المضادات للاكتئاب". وفي سياق متصل، أشارت الصحيفة الى ان هذا النوع من العلاج أثار دوماً الشكّ في قدرة الادويّة المُضادة للكآبة المرضية على زيادة مخاطر الانتحار عند الشباب، كما سُجّلت حالات من الافراط في استعمالها.