أجمعت المجموعات السياسية في البرلمان الاوروبي على شجب عملية اقتحام اسرائيل سجن اريحا والتداعيات الخطيرة التي تهدد بإلهاب المنطقة. وقال رئيس البرلمان جوزيب بوريل ان"الاحداث الخطيرة والمؤسفة تقف حاجزا امام الرئيس الفلسطيني"محمود عباس الذي كان قطع زيارته الى ستراسبورغ ليل الثلثاء - الاربعاء وعاد الى رام الله للاشراف على معالجة الأزمة. ووصف بوريل العملية الاسرائيلية بانها"غير شرعية وعديمة الفائدة". وتساءل قائلا:"كيف تحمي عملية تدمير السجن وصور الاهانة امن الاسرائيليين؟". واشار بوريل الى التهديدات التي تستهدف رعايا اوروبيين في الاراضي الفلسطينية و"الصعوبات التي يواجهها خبراء الاتحاد الاوروبي في معبر اريحا". واعرب رئيس المجموعة الديموقراطية المسيحية، اكبر تكتل في البرلمان، هانز بوتيرينغ، عن"الاسف العميق"لحرمان النواب الاوروبيين من الاستماع الى خطاب الرئيس الفلسطيني. ووصف بوتيرينغ الرئيس عباس بأنه"رجل التوازن والتعقل في المنطقه". وطالب النائب الاوروبي اجراء تحقيق في ظروف تدهور الوضع في سجن اريحا واستنتج"العجز امام تطورات الوضع"، مشيراً الى حق كل من الاسرائيليين والفلسطينيين في العيش داخل حدود آمنة. وزاد ان"كرامة الاسرائيليين تتساوى مع كرامة الفلسطينيين". وكان الرئيس عباس عقد اجتماعات في فندق"هيلتون"في ستراسبورغ مع كل من عضو المفوضية مسؤولة العلاقات الخارجية بينيتا فيريرو ورئيس البرلمان جوزيب بوريل، وذلك قبل ان يعود الى رام الله. وشرح الوفد الفلسطيني دوافع عملية الاقتحام الاسرائيلي للمسؤولين الاوروبيين. ونقل مصدر ديبلوماسي الى"الحياة"قول الجانب الفلسطيني ان عملية دك السجن"تهدف الى اصابة السلطة الفلسطينية وارباك الوضع الداخلي الفلسطيني في ضوء محاولات تشكيل الحكومة الجديدة". وقال رئيس البرلمان جوزيب بوريل في افتتاح جلسة النواب صباح امس في ستراسبورغ انه"وجد الرئيس عباس ملتزما مواصة العمل من اجل السلام عن طريق المفاوضات". ووعد الرئيس عباس بالعودة الى ستراسبورغ والقاء كلمته امام النواب الاوروبيين في دورة نيسان ابريل المقبل. وفي هذه الاثناء، سيعقد النواب اعضاء الجمعية البرلمانية الاوروبية المتوسطية اجتماعهم الدوري السنوي في نهاية الشهر الجاري في بروكسيل. وقال مصدر ديبلوماسي ان الاجتماع يواجه مشاكل مسبقة تتمثل في الموقف الاوروبي من نواب حركة"حماس"في المجلس التشريعي الفلسطيني. وتسائل ان كانت بلجيكا ستمنحهم تأشيرات دخول للمشاركة في اجتماعات نواب بلدان الشراكة الاوروبية المتوسطية. وترددت في صفوف النواب فرضية مبادرة ايهود اولمرت الى قصف سجن اريحا من اجل استمالة المتشددين في صفوف الناخبين الاسرائيليين. وتساءل رئيس المجموعة الاشتراكية في البرلمان الاوروبي مارتن شولتز"عن الاطراف المستفيدة من قصف السجن وعن الفائدة التي تجنيها دولة من قصف سجن خصوصاً اذا كانت تريد اعتقال سجناء داخله. لماذا تم قصف السجن رغم وجود مراقبين دوليين ولماذا لم يتم استخدام الاتفاقات الدولية للحؤول دون قصف السجن؟ ماهي دوافع السياسة الداخلية في اسرائيل وراء عملية قصف السجن؟". ودعا شولتز الى مساعدة الفلسطينيين"على اقامة دولتهم المستقلة حتى تكون شريكاً للاتحاد الاوروبي اسوة ببقية الشركاء في المنطقة". وحذر رئيس المجموعة الليبرالية غراهم واتسون من خطر تفجر الوضع في منطقة الشرق الاوسط بأن"الديبلوماسية الاوروبية في الشرق الاوسط تضررت جراء العملية الاسرائيلية مثلما كان نشاطها تضرر في العمل مع ايران بعد الصفقة النووية التي أبرمها الرئيس جورج بوش مع الهند". وطالب واتسون المفوضية الاوروبية والمجلس الوزاري بابلاغ اسرائيل الادانة الشديده للعملية الاخيرة. وطالب ايضا بتوفير الرد على التساؤلات القائمة حول"افتراض مؤامرة بريطانية - اميركية جعلت الخبراء ينسحبون قبل بدء عملية الاقتحام الاسرائيلية". وزاد ان عملية القصف"تفتقد كل مبرر". وطالب رئيس لجنة مجموعة الخضر دانيال كونبنديت الاتحاد الاوروبي ب"العمل على إلزام اسرائيل وقف السياسات الاحادية الجانب وعدم القبول بان تحدد اسرائيل طبيعة وحدود الدولة الفلسطينية". ورأى رئيس لجنة نواب اليسار الموحد ان"بريطانيا معنية بالدرجة الاولى، بصفتها عضواً في الاتحاد، بالمسؤولية عن الاتفاق الذي انتهكته اسرائيل بشكل خطير وذلك على رغم هدوء الوضع في السجن على مدى اربعة اعوام". واشار فرانسيس فيرتز الى اقتراح كان عرضه الرئيس عباس من"اجل نقل المعتقلين من اريحا الى سجن آخر في المقاطعة في رام الله، تحت مراقبة دولية". وانتقد فيرتز"مجاملة الاتحاد الاوروبي لاسرائيل في ظل حكم ارييل شارون وخلفه ايهود اولمرت الذي ارتكب خطأً جنونياً بالهاب المنطقة وذلك لغرض طمأنة الناخبين الأكثر تطرفاً في اسرائيل". الاتحاد الاوروبي يدعو إلى وقف العنف ودعا الاتحاد الاوروبي الى وقف الهجمات التي تستهدف مكاتبه ومواطنيه في الاراضي الفلسطينية في ثورة غضب من اقتحام اسرائيل لسجن في اريحا واعتقال احمد سعدات زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي كان محتجزا هناك. وأعلن نشطاء فلسطينيون انه تم الافراج امس عن ثلاثة أجانب كانوا قد خطفوا خلال موجة غضب اجتاحت قطاع غزةوالضفة الغربية دفعت الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى قطع زيارة مهمة لاوروبا امس. وأضرم نشطون النار في المركز الثقافي البريطاني وهاجموا مباني يستخدمها الاتحاد الاوروبي وجهات غربية اخرى في الاراضي الفلسطينية. وقال جوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الاوروبية للبرلمان الاوروبي:"نناشد بأقوى نغمة الا يستخدم اي شكل من اشكال العنف ضد مكاتب الاتحاد الاوروبي او ضد مكاتب الدول الاعضاء او ضد مواطنينا". وقال باروزو للبرلمان"ما من احد ساعد الشعب الفلسطيني أكثر من الاتحاد الاوروبي. الاتحاد الاوروبي كان ويريد ان يبقى جهة مانحة للشعب الفلسطيني". ويقدم الاتحاد الاوروبي 500 مليون يورو 599 مليون دولار كمساعدات سنوية للفلسطينيين بالاضافة الى معونة امنية. وكانت بنيتا فيريرو فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي قد حذّرت الثلثاء ان الاتحاد قد يخفض المساعدات للفلسطينيين اذا لم تتوقف الهجمات التي تستهدف ممتلكات أوروبية وعمليات خطف الغربيين في الاراضي الفلسطينية. لكن فيريرو فالدنر انتقدت ايضا الغارة التي شنتها اسرائيل على سجن في الضفة الغربية للقبض على زعيم الجبهة الشعبية مما اثار موجة اضطرابات في الضفة الغربية وقطاع غزة وقالت للصحافيين بعد اجتماع مع الرئيس الفلسطيني في ستراسبورغ:"اسرائيل تشهد حملة انتخابات لكن في الوقت نفسه أعتقد أن علينا ان ندين هذا العمل الذي قامت به اسرائيل". واعرب وزير الدولة النمسوي للشؤون الخارجية هانز وينكلر الذي تترأس بلاده الاتحاد الاوروبي حاليا عن"اسف الاتحاد وقلقه من تدهور الاوضاع في الشرق الاوسط". وقال وينكلر امام البرلمان الاوروبي:"نطلب من الاسرائيليين والفلسطينيين ابداء مواقف معتدلة".